قصر محمد على أهم المعالم السياحية فى القاهرة
قصر محمد على أهم المعالم السياحية فى القاهرة
لم يكن طموح الأمير الشاب له حدود ، فكان دائم النظر الى أبيه يتعلم منه ، يراقبه فيستمد منه قوة وعظمة واقداما وشجاعة ، ويطمح ان يكون مثله فى يوما من الأيام ، و ظل الفتى يكبر والحلم يكبر ، و كان شابا أميرا يسير بعصا تشبه العصي السحرية ، وكانت تلك العصى ذكية اذا لمست أرضا نبأته بشكل هذه الأرض فى مستقبلها وتتنبأ به ما ستكون عليه ، و ذات يوم وقف الأمير محمد على توفيق بن الخديوي توفيق يقف بمنطقة تسميمنطقة الروضة بالمنيل تطل على نهر النيل ، أرض خصبة تتنافس فيها الورود و الزهرات جمالا وألوانا وابداعا ، فركل الأرض بعصاها ، فغضبت عصاه منه قائلة ” ماذا بك يا أمير، تلك الأرض ستكون جنة فى يوم من الأيام ، سيعلوها قصرا، ويزورها بشرا “، و بشرته فصدقها فانطلق و قرر بناء قصرا له يحمل أسمه بين تلك الجنة الناطقة بكل لغات الجمال ، و أتخذ الأمير محمد على توفيق قرارا ، ونفذه أعظم المهندسين المعمارين فى ذاك الوقت ، وكان العام 1901 م قد قبل ، ومع دخوله كان القصر قد أكتمل ، أكتملت بنيته التى كانت تتميز بالطابع الأسلامى المتحضر ، وانتشر فى تصميمه حياة اسلامية كامله بعبادتها و توجهها وعشقها للطاعة والتوبة والجنة و قدرة الله تعالي ، وقد بني قصر محمد علي فى بادئ الأمر كاستراحة للأمير تحمل فى ثناياها راحته بتصميمه الأسلامى وزخرفته الراقية ، وبعدها طالت إقامة الأمير فيه حتى قرر المعيشة والسكن بين جدرانه التى كانت تشع محبة له ، فهو من اختارها و زينها و أعطاها من روح الأسلام سندا.
و قد قام بتصميم هذه التحفة الأسلامية على يد المهندس محمد عفيفي ولكن تحت أشراف فنى من صاحبه الأمير محمد على الذى أبدع فى أخراجه ، مرتكزا على أربعة أعمدة جعلته صامدا بروحه الاسلامية ومعماره المختلف حتى الأن ، فكان عمود الأرتكاز الأول هى الزخارف والكتابات الأسلامية والمعمار والتصاميم الاسلامية المختلفة التى زينت جدرانه و نطقت بالعربية بين غرفه ، أما عمود الارتكاز الثانى فهو شخثية صاحب القصر الأمير ولى العهد محمد على توفيق ، المعبرة عن شخصية مصر الحديثة و الأسرة الحاكمة فى ذلك العصر بمعتقادتها و أصولها التركية ، طبائعهم الأسلامية المحافظة ، وثقافة أوروبا التى قد أخترقت جوانب الحياة المصرية آنذاك ، اما عمود الأرتكاز الثالث فهو موقع القصر فى وسط مدينة القاهرة العاصمة الرائعة المهيمنة على حياة مصر و أهلها .
وهى الجنة التى تجمع المصريين اينما كان موطنهم واقفى أمام بابها لتلبية أحتياجاتهم ، فكان للقصر هيبة فى وسطها و مكانا وحبا للزائرين له فى قلوبهم ، أما عمود الأرتكاز الرابع فهو تلك المنطقة المزدهرة الأشجار و النباتات و الزهور اليافعة التى تملأ المنطقة ، حيث يقف قصر الأمير محمد على ثابتا تتغزله كل ألوان الورود المتواجدة حوله والتى يتزايد عددها بإستمرار فكلما حكت وردة لأختها عن جماله لحقتها وجاءت لتسكن بجواره ، فتزاحموا حوله واذدهروا أملا فى ان ينولوا رضى القصر وصاحبه دائما ، وكانت هذة اأعمدة الأرتكازية التى دعمت قصر الأمير محمدعلى سببا قاطعا فى بقائه حتى الأن بصورته المبهرة التى هو عليها الأن .
و لقد أزهلت تفاصيل القصر مسئولى السياحة فى مصر ، و لم يستطيعوا مقاومته ، فكان القرار السديد هو تحويل القصر الى متحف اسلامى ينطق عن الفترة التى بنى فيها القصر ، ومعبرا عنها يحكى لزائريه قصة بنائه وروعته ، و ذلك بعد ان توفى أميره ، وجاءت ثورة يوليو فكرمته وفتحته متحفا عظيما يعرض بما داخله من تصميمات مزهلة فن الأمير محمد على توفيق ومدى رقي اختيارته د ليظل القصر متحفا شاهدا على فنه وتصميمه بروح اسلامية تنتشر داخل كل أحزاء القصر .
وقد بنى القصر أو المتحف حاليا على مساحة تقترب من خمسة آلاف مترا مبانى و واحد وستون ألفا وسبعمائة مترا مربعا من الأراضي ، وحوالى أربع وثلاثون مترا من الحدائق الرائعة ، و قد خلط القصر بين الفن الفاطمى والمملوكى والعثمانى بين أرجاؤه بدايه من سراي الأستقبال و سراي العرش و برج الساعة الذى بنى بجوار مسجد داخل القصر ، والمسجد نفسه وكل أجزاء القصر هى تحفة معمارية يصعب وصفها بالكلمات ، و لاحتى عينك ستشبع منها وتكتفى وصفا واعجابا عند ذهابك هناك ، فان قصر محمد على بالمنيل هو حقا قطع أثرية اسلامية جميلة تتجمع داخل القصر حاملين راية معلن عليها عبارة أن اتحادنا فى قصرنا قوة