أخبار اللجوء والهجرةاوروبا

كيف ينظر مواطني أوروبا للاجئين العرب ؟

كيف ينظر مواطني أوروبا للاجئين العرب ؟ هذا السؤال تختلف إجابته الآن عن إجابته مع بداية فترة تدفق اللاجئين على أوروبا، وهذا الإختلاف يعود الآلة الإعلامية، بالإضافة إلى أفعال اللاجئين العرب في أوروبا سواء كانت أفعال إيجابية أو أفعال سلبية، وهذا ما سأتطرق إليه اليوم، وسأتطرق لردود فعل بعض مواطني أوروبا من خلال المجتمعات الإلكترونية عبر الإنترنت.

كيف ينظر مواطني أوروبا للاجئين العرب

كعادتي بين الحين والآخر أتجول في لوحة تحكم الموقع لإلقاء نظرة، وهذه النظرة هى ما جعلتني أكتب هذا المقال. عندما كنت أتجول وجدت عدد زوار لا يستهان به قادمين عن طريق رابط لموقع آخر، وعندما دخلت إلى هذا الموقع وجدته منتدى فنلندي، الصفحة التي دخلتها كان عبارة عن نقاش عن اللاجئين العرب في أوروبا، يضم النقاش رابط لصفحة على مجتمع الهجرة معنا، وتحديداً يقود هذا الرابط إلى صفحة على بوابة اللجوء في الدنمارك.

في البداية كنت لا أنوي الدخول في أي نقاش، وكنت سأتصفح التعليقات والردود وسأغادر مرة أخرى، لكني وجدت الرابط الذي يقود لبوابة الدنمارك هنا، وكانت تعليق من وضع الرابط هو ما جعلني أنشئ حساب على المنتدى لأرد على هذا الشخص فقط، لأن الرد على كلام الكثير بخصوص اللاجئين سيدخلني في نقاش طويل لا نهاية له، وفي النهاية الحقيقة أن كثير مما يقوله هؤلاء الأشخاص هو واقع وحقيقة لا مفر منها.

الشخص الذي وضع رابط لبوابة الدنمارك كتب تعليقاً على الرابط كالتالي: هذا رابط لموقع عربي يتحدث عن الهجرة يسئ لسمعة الدنمارك وينكر فضلها على اللاجئين الذين لا يستحقون المساعدة أو التعاطف، وهذا ما جعلني أنشئ الحساب للرد على صاحب هذا التعليق دون التطرق لأي تعليقات أخرى.

بالطبع أنا لم أسب الدنمارك ومن عادتي أنني لا أهين أحداً، وما ما تحدثت عنه بإختصار  هو أن أوضاع اللجوء في الدنمارك غير قد تكون غير جيدة مع بعض التوضيحات حول الإقامة ولم الشمل في الدنمارك خصوصاً بعد صعود اليمين لسدة الحكم في الدنمارك، هذا ما يسمى إهانة من وجهة نظرة صاحب التعليق !!! يمكنكم العودة للمقال المقصود من هذا هنا.

عندما قمت بالرد على صاحب التعليق وأخبرته أنني كاتب المقال انفجر غضباً وقال: أنه يتابع هذا الموقع بشكل شبه دائم، وقال أنه قرأ مقال لي أذم فيه الدنمارك رغم أن الدنمارك قدمت الكثير للاجئين، لكن هؤلاء الكاذبين لا يستحقون المساعدة، لأنهم يكذبون ولا يستحقون اللجوء بالدنمارك، وأنت طالما تذم الدنمارك لابد أن تكون لديك نوايا سيئة تجاه الدنمارك، لكنني أخبرته أنني أظهر الحقيقة فقط ولا أذم الدنمارك، لكنني لا أحب أن أغرر بالأشخاص وأصف لهم أن هناك جنة تنتظرهم في الدنمارك، وأخبرته أن الدنمارك بلد جميل لكن ليس جميلاً للاجئين، ولولا تدخل مشرف القسم في المنتدى الذي كنا نتناقش فيه لاستمر النقاش ولتمادي هذا الشخص أكثر وأكثر.

نظرة بعض الأشخاص من دول أوروبية متعددة تجاه للاجئين

ما سأطرح هو ترجمة لبعض التعليقات والردود على الموضوع الذي تم طرحه في المنتدى، وبالطبع كانت هناك ردود وتعليقات إيجابية بجانب التعليقات والردود السلبية، لكن التعليقات السلبية كان لها النصيب الأكبر بنسبة تتعدى 90 بالمائة.

بعض التعليقات والردود

رجل فنلندي يقول: الكثير من اللاجئين يظنون أن الأموال التي يحصلون عليها تنمو مثل الأشجار، لكن في الواقع هذه الأموال ندفعها من جيوبنا من خلال الضرائب، وفي النهاية معظم هؤلاء اللاجئين يأتون لأسباب اقتصادية وليس لأسباب انسانية.

امرأة هولندية: وضعت لقطة شاشة من احدى المواقع العربية التي تروج بأن هناك مسيرات في السويد لنساء شقراوات يطالبن بالزواج، وتقول أن شخصياً وقت فراغي ألقي نظرة عشوائية على بعض المواقع العربية ورأيت هذه الصورة التي جذبني إليها علم السويد المرفوع في المظاهرة النسائية المزعومة، وأنا أتعجب فعلاً من القائمين على هذه المواقع والذين رسموا صورة لمتابعي هذه المواقع أن كافة نساء أوروبا عاهرات.

وردت عليها عجوز سويدية وقالت: هذا يجعلني أتقيأ أنا من أصل سويدي، وأنا شقراء أسأل الرب مساعدة هذا البلد.

رجل من النرويج قال: نحن ندفع الأموال للتدفئة ولكل شئ ثم يأتي اللاجئين بدون أي تعب يحصلون عليها ومن ثم يتذمرون، من لا يريد أن يقدم لهذا المجتمع عليه مغادرته.

رد عليه رجل آخر وقال: عليك أن تضع نفسك مكان هذا الشخص، هو لم يترك بلده إلا مرغماً لكن أنا معك يجب أن يقدم اللاجئين أنفسهم للمجتمع بصورة أفضل.

لماذا ارتفعت ردود الفعل السلبية تجاه اللاجئين في اوروبا

في بداية تدفق اللاجئين على أوروبا لم تكن ردود الفعل سلبية لهذه الدرجة، لأن أعداد اللاجئين لم تكن كبيرة، كما أن العديد من وسائل الإعلام الغربية كانت لها دور كبير في تشويه صورة اللاجئين خصوصاً بعد التفجيرات التى ضربت أوروبا، لكن التشويه الأكبر للاجئين في أوروبا هو بيد اللاجئين أنفسهم، فمثلاً عندما يقيم لاجئ في المانيا لمدة 3 سنوات لم يستطع خلالها تعلم اللغة الألمانية، أو إيجاد عمل في المانيا، أو تعلم أي شئ مكتفياً بالمساعدات فقط، فإن هذا يزيد من ردود الأفعال السلبية تجاه اللاجئين.

أيضاً عندما يحصل لاجئ على مساعدات من دولة أوروبية، ومن ثم لكي لا يدفع الضرائب أو لكي لا تخفض عنه المساعدات يعمل في البلد التي يقيم فيها بطريقة غير شرعية {العمل بالأسود} ويحصل على المال يضعه بالكامل في جيبه، ومن الجهة الأخرى يحصل على نفس المساعدات ويتعالج هو وعائلته في المستشفيات ويدرس أولاده في المدارس بدون أي شئ رغم قدرته على العمل ودفع الضرائب، فإن هذا يعتبر غش واحتيال ويولد ردود فعل سلبية كبيرة تجاه اللاجئين.

أفعال اللاجئين لا تخفى على شعب أي دولة في أوروبا، ولا تخفى على الحكومات الأوروبية، لكن الحكومات في المجمل تتغاضى عن هذه الأفعال لكن تردها في اشياء أخرى مثل تشديد اجراءات اللجوء، وفي النهاية يطلب اللاجئين أن تكون ردود الأفعال تجاههم ردود إيجابية.

وبعد 

لم يطلب أحد من اللاجئ أن يعيل نفسه من أول يوم يطلب فيه اللجوء، ولكن ما يطلب من اللاجئ هو سرعة الإندماج في المجتمع الذي يعيش فيه، وبدأ العمل ودفع الضرائب والتخلي عن المساعدات أو على الأقل جزء منها، حينها ستتغير نظرة المجتمعات الأوروبية للاجئين.

على اللاجئ أن يعرف أنه ليس الوحيد الذي يعيش على الأراضي الأوروبية فهناك مئات الآلاف من اللاجئين، بل تعدت الأرقام خانة الآلاف من اللاجئين الذين يعيشون في نفس المجتمعات، هذه الأعداد تولد ضغط كبير على حكومات هذه الدول.

ما دفعني للرد هو الكذب ونسب الإفتراءات لي، ورغم النظرة السلبية التي رأيتها من الكثير على المنتدى في نقاشه عن اللاجئين، فإن. هذا لم يكن شيئاً غريباً بالنسبة لأن الكثير مما يقوله هؤلاء الأشخاص هو حقيقة وواقع، كما أن اللاجئين لا يجب أن يتوجهوا باللوم لمواطني أوروبا على ردود أفعالهم السلبية إذا كان قدامي اللاجئين والمهاجرين العرب في المانيا والسويد وغيرها دائماً ما ينظرون للاجئين بنظرة سلبية، ودائماً ما يعلنون أنهم لا يرغبون في تواجد اللاجئين في أوروبا رغم أنهم كانوا لاجئين في يوم من الأيام، بل إن الكثير من اللاجئين في السويد قاموا بإنتخاب حزب سفاريا ديموكراتنا المناهض لتواجد اللاجئين في السويد !!!

نصيحة أخيرة

قد يظن البعض أنني أقسو على اللاجئين بكلامي، لكن ما أقوله هو واقع حقائق لو نظر لها كل لاجئ بإيجابية لإرتاح كثيراً من ردود الأفعال السلبية، واذا أحب شخص أن يعيش في مجتمع يرى فيه الإحترام عليه أن يكون عضواً فاعلاً فيه، لا أن يكون عالة عليه، أما النصيحة التي سأختم بها هى الصبر فهناك مئات الآلاف غيرك الذين ينتظرون دراسة طلبات لجوئهم، فلست وحدك، وإن كنت فعلاً أتيت من حرب فالصبر هو الحل أمامك لأن حياتك في أوروبا ليست أصعب مما تركته .. رجاءً كن صبوراً .. كن عضواً فاعلاً، حينها لا تسألني كيف ينظر مواطني أوروبا للاجئين العرب لأنك حينها سيحترمك الحجر قبل البشر.

أحمد المسلماني

مؤسس مجتمع الهجرة معنا، رحال فى بلاد الله، أعشق السفر و الترحال، فـ لطالما تمنيت أن أبقى مسافراً في الدنيا بين أرجائها، تائهاً بين سهولها و وديانها و أنهارها، متخذاً من الطبيعة رداءً بعيداً عن ثرثرة البشر و ضوضاء الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى