أهرامات الجيزة من أهم المعالم المصرية
ن ثلاث قصور من الذهب يسكن الصحراء يتحدثن حديث الصباح والمساء كل يوم وليلة منذ خمسة وعشرون قرناً قبل الميلاد ، ويتسمع اليهم الحكماء ليتعلموا كيف يديرون شئون حياتهم ، ثلاث متراصين ينتظرون القمر كل ليلة ، وبينهم وبين علم الفلك قصة ورواية ، كانوا ومازالوا يخفون أسراراً تعذب العلماء تفكيراً، وكلما حللوا لغزاً أصابتهم النظرات بألغاز جديدة ، ثلاث متجاورات يحيكن قصص الملوك و علمائهم ، ومعتقداتهم وأفكارهم فى شموخ يتعجب منه الجميع ، روعة من العظمة والرقى فى الفكر والأبداع ، كل هذا وأكثر فى صحراء الجيزة وبالتحديد على هضبة الجيزة حيث يوجد أهرامات الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل وهى خوفو وخفرع ومنكاورع ، عجائب الدنيا السبع.
فكرة بناء الأهرامات عند المصريين القدماء
أن الأهرامات فى الحقيقة هي فى أصلها تعبر عن مقابر للملوك ويسمى كل هرم على اسم الملك الذيفكر فى بناءه وأمر بدفنه داخله ،و قد كان الملوك الفراعنة يعتقدون فى مبدأ البعث والخلود مما جعلهم يعتقدون أن الهرم الذى يدفنون فيه يوجد به الطريق الذى تستخدمه روح المتوفى للوصول الى السماء ومنها الى المعبود رع فى السماء ، وكانوا يعتقدون أن الشكل الهرمى الذى يتكون من أشعة الشمس بين السحاب هو نموذج لبيوتهم فى جنة الخلود ، حتى أن هذا الشكل الهرمى أنتشر بشدة فى المسلات ومقابر وادى الملوك والمقابر الأخرى للافراد العادين ، ويعتبر شكل المبانى الهرمية هو تطور لشكل العمارة فى مصر القديمة وخاصة فى فنون بناية المقابر .
وجدت بعض الكتابات الهيروغليفية التى تصف بناء الأهرامات وتبرر فكرة بناء الأهرامات ، وتصف بداية فكرة بناء الهرم ففى البداية الأمر يشبه حجرة صغيرة تحت الأرض تتوجه بزاوية مقابل القمر ، ومن ثم بنيت عدة غرف فوقها مصطبة حتى تتدرجت ليكتمل شكل الهرم المدرج فى شكل هرم زوسر ووزيره ايمحوتب ، وقد قام الملك سنفرو ببناء هرم ولكن كان التدرج غير مكتمل ، حتى بدأ الملك خوفو فى التفكير فى بناء الهرم وكلف مهندس الملك هميونو لبناء هرم خوفو على مساحة ثلاثة عشر فداناً ، ومن هنا تبعه كل من الملك خفرع ، الملك منكاورع .
وقد ذكر المؤرخ اليونانى هيرودوت أنالهرم الأكبر بنى فيما يقرب من عشرين عامًا و واستغرق بناء الممرات و الأجزاء السفليه من الهرم عشرة أعوام ، وذكر ايضاً أن الحجارة التي استخدمت في بناء الهرم الأكبر قد أخذت من المنطقة المحيطة بالهرم و اخذوا الكساء الخارجى من منطقه جبل طره حتى أن الحجارة الجرانيتيه المستخدمة في الغرف الداخلية من محاجر أسوان عابرين طريق نهر النيل لينقلوا ها الخامات اليهم فى منطقة الجيزة .واذا تخيلنا حقاً مدى المعاناة التى عاناه المصريون فى ذلك الوقت وهم يعملون على ببناء الهرم فى عشون سنة ، عشرون سنة قد عاش فيها من عاش حتى يري الحلم مكتمل ، ومنهم من اصابه الاعياء من كثرة العمل وتوفى قبل أن يري هذا الانجاز الرائع الذى يتحاكى عنه العالم كله وعن مدى اعجازه وجماله .
ومنطقة الأهرامات الآن أشبه بفيلم تسجيلي يعرض أحداث معاصرة ممزوجة بروح تاريخ يرجع الى آلاف القرون ، فعندما يقوم الزائر بزيارة الى هذه المنطقة ، يجد نفسه والشمس تداعبه من كل مكان فى منطقة دافئة تحتويها عظمة التاريخ وطهارته ونقاؤه بفكر ومعتقدات مختلفة تماماً ، وتجد نفسك تتساءل كيف وجد هؤلاء الفراعنة أفكار كهذه تبنى من موتهم حياة لكل المصريين من بعدهم ، وهل كان عن قصد أو دون قصد ؟ ، فلقد ترك هؤلاء الأجداد المصريون لأحفادهم الحاليين ميراثاً حقيقياً استمر معهم وقوم حضارتهم ورفع من شأنها أمام العالم أجمع .
وقد قامت الحكومة المصرية بالاهتمام الشديد بهذه المنطقة التاريخية العظيمة وسمحت باقامة الفنادق خمس نجوم لاستضافة الزائرين ، واطلقت العنان للمطاعم التى تقدم ألذ الوجبات المصرية اللذيذة الطعم ، بالاضافة الى عرض الصوت والضوء الذى يعرض كل ليلة فى المنطقة ليحكى قصة وعراقة المصريين القدماء الذين أهتموا بتمجيد وتخليد ذكراهم أبد الحياة وبنوا تلك الأهرامات فى صحراء ليموتوا هم ويدفنوا وتحيي منطقة الجيزة بأكملها من بعد فكرهم الرائع ببناء تلك الأهرامات الشامخة .
