أهم المعالم السويسرية قرية جشتاد
أهم المعالم السويسرية قرية جشتاد
تعريف أخر للجمال السويسري ، لا أحد يختلف على مدى روعة سويسرا وامكانتها العالية فى لفت أنظار المسافرين اليها ،يسافرون اليها وفى داخلهم ثقة عمياء بحصولهم على أكبر قدر من التمتع بين احضان جبال الألب السويسرية ، وتزداد سويسرا تألقاً كلما اقتربنا اكثر من جبالها ،تشعر بوجود حالة عشق بين جبال الألب وسويسرا ، تجد الجبل يتجمل ويتزين على أرض سويسرا بأشكال ومناظر طبيعية لايمكنك رؤيتها فى اى منطقة أخرى ، وقد ربط الواقع السويسري الراقي أوطاده وأدواته وأسلوبه تحت أقدام جبال الألب ، فهئ له أفضل الطرق ليتزين بأجمل الزينات ، وقد ساعد على ذلك طبيعة المناخ الباردة التى مدت لنفسها علامات على الجبل وتركت جبات الثلج البيضاء شاهدة على قدرتها وجمالها ، فكان اخلاص جبال الألب للأرض السويسرية مع الثلج المتناثر عليهما تعريفا أخر للجمال السويسرى .
هناك فى جنوب غرب سويسرا فى منطقة سانينلاند تحديدا فى أوبر لاند البيرنية ومع الاقتراب من سفح جبال الالب توجد منطقة جشتاد واسعة تفتح طرقها للزائرين لها كل عام ، للمتهافتين عليها صيفاً وشتاءاً .وفى الحقيقة وجدت نفسي من جمال المنظر غير قادرة على الوصف فوجهت أسئلتى للشمس والجبل والأرض والبحيرة ليجيبا هما عن أسباب ذلك الجمال ،فمهما كنت انا لا أكن ، فلم يحظى ليه الا بزيارتها عدة أيام بينما يظل الجبل طيلة عمره واقفا يتفهم هذا الجمال مؤثرا ومتأثرا به ، فتوجهت اليه اولا لسؤاله ربما يصف مالم استطيع وصفه بمفردى ، فكان حوارى كالآنى :
أيها الجبل لطالما وقفت متزيناً على هذه الأرض فما السر فى ذلك؟
رد الجبل قائلاً أن تواجدى فى هذا المكان نعمة أنعمها الله علي ، لأننى أقترب من مدن سويسرية مشهورة مثل إنترلاكن ومونترو ولوسيرن اللاتى يعتبرهن الزائرين من أجمل المناطق الممتعة لهم فكان من السهل عليهم أن يزورنى فى كل عطلة حتى لو ليوم واحد، حقيقة ما يقوله الناس يظل المكان مهجوراً وحيداً لاتوجد به حياة حتى يبدأ الخلق فى زيارته فيستمد منهم نبض الحياة وأسرارها ، وقدرة التجمل ، ومنها فيحرص دائماً على مغازلتهم وابقائهم على أرضه ، ويستمر فى التجمل آملاً أن يرضى أزواقهم ، فالبعض يحب التزحلق على الجليد فمهدت لهم طرق بين أروقتى ليمارسون رياضتهم المفضلة عليها ، والببعض الآخر يعشق التزلق على ظهرى ، فشددت من نفسي وأرتكزت ليستمتعون، فكلما أستمتعوا ذادنى ذلك فرحاً واستمتاعاً وتجملاً ، فتجملت لأظهر بالحالة التى ترينى عليها الآن ، وسيظل هدفى أولاً و أخيراً أن أظهر على أحسن طالما زوارى يحبون ذلك.
وتوجهت ببصرى الى السماء سائلة أياها ، وماذا بك أنتى الأخرى دائما تبتسمين؟
ردت عليه قائلة: يابنيتى وحدى أراكى وأرى المشهد كاملاً من أعلى ، وأرى أماكن كثيرة أخرى ، ولكنى لاأنسجم الا هنا فى تلك البقعة من الأرض ، فاظل محافظة على رونقى فلا يستطيع الناظر لى أن يحدد لونا واحدا لى براهبل أتنقل بين الرمادى والأزرق الفاتح والأزرق الغامق نهارا وأذا سادنى الأسود ليلاً يظل ضوء القمر فى وسطى يحير عشاق القمر ، ومن هنا كان سبب تألقى دائما نظرات السارحين والمتأملين والمفكرين فى خلق الله ، فكلما تأملوا زاد خجلى فزاد جمالى ولكى أن تعرفى أن صديقى الهواء مازل يداعبنى ، فملت له قليلا فاوفقته على حمل محبى رياضة ركوب الهواء بالمنطاد ، لننافس الجبل فى الرياضات التى يقدمها للزائرين ويتعلقوا بنا كما تعلقوا به فاوافقته وها أنا أنظر الى عشاقنا يركبون صديقى الهواء ويتمايلون معه فرحاً وسعادة ً فكلما فرحوا فرحت و كانت هذه سر ابتسامتى .
وخطر لى فكر وقال لى أسالى الشمس بأشعتها التى تملأ المكان الآن وربما تختفى سريعاً فسائلتها كيف حالك؟
ردت عليه قائلة سعيدة جدا ، لا أـحمل على نفسي ولا ابذل مجهودا كبيرا للفت انتباه زوار غشتاد ، فالزائرين هنا من نوع خاص لهم ذوق مميز ، معظمهم من المشاهير ، لجأوا الي هنا لابسين أغلى المعاطف الشتوية ، لاينتظرون منى سوى القليل من أشعتى وذلك نابعا من حبهم للون الجليد الأبيض ، فدورى الأساسى هنا هو الحفاظ على الجليد حياً مادمت حية ، فلا داعى من ارهاق نفسي لدعم المنطقة بأشعة تجعلها تخسر تلك الحبات الجليدية الثمينة التى جاء المشاهير اليها خصيصا لملامستها.
وقد استمتعت بحديثى جدا مع البحيرة ، بحيرة لاوينين هذه البحيرة الجبلية عندما سئلتها عن جمالها الأخاذ قالت لى :
لقد اعطتنى الجبال من حولى طبيعة خاصة فببساطة يمكن للزائر اثناء رحلته بدراجته فوق الجبل أن يرانى فياتى ليتناول أشهى المأكولات السويسرية جالسا على أحد ضفتى مستأسنا بجمال الجبل الذى يحتضنى .
وبعدما أنهيت حديثى مع بحيرة لاوينين استوعبت سر جمال قرية جشتاد ، الذى استمدته من طبيعة ساحرة وزائرين لهم طابع خاص ، جليد أبيض وجبال تمتد متباهية بجمالها التى تبهر به زوراها .
