أخبار اللجوء والهجرة

اللجوء الى اوروبا لم يعد الفردوس المنشود ولكن لمن

قد لا يغير كلامي عن اللجوء الى اوروبا وجهات نظر الكثيرين ، ولكن أنا لا أبحث عن تغيير وجهات النظر مباشرة ولكن أريد قراءة أهداف ما أطمح إلى ايصاله ومن ثم التفكير فيه ثم من يقرأ تعود اليه مسؤلية الفهم والتنفيذ.

أيضاً كلامي عن اللجوء الى اوروبا موجه بشكل خاص إلى من يذهبون إلى أوروبا كالاجئين ويبقون داخل أراضي أوروبا لسنين طويلة كالاجئين ، هؤلاء الأشخاص هم من يسيئون لمجتمعاتهم ويظلمون غيرهم ، لأن النظرة السلبية غالباً ما تعمم على الجميع ، ونحن في مجتمعنا العربي يعرف لدينا أمثال بهذا الشأن منها “الحسنة تخص والسيئة تعم” لذلك كان لابد من كتابة هذه الكلمات.

قبل أن أدخل في صلب الموضوع الذي أرغب في الحديث عنه أريد أن أوضح أن من يرغب في الذهاب إلى أوروبا من أجل العمل والإندماج في المجتمع فالبطبع أوروبا بالنسبة له الفردوس المنشود ، أما من يفكر في الذهاب إلى أوروبا لكي يبقى لاجئ ويعتمد على المساعدات عليه أن يبقى في بلده ولا يأتي إلى اوروبا ليسئ لنفسه ولغيره ، لأن الفردوس الذي يبحث عنه لن يجده أبداً.

سوف تقرأ في هذا الموضوع عن ...

لماذا اللجوء الى اوروبا لم يعد الفردوس المنشود 

أولاً لابد أن نتفق أن لكل شئ أسباب ودوافع وتغيير الواقع الجميل في أوروبا يعود لنا كا أشخاص ويتبنى التغيير إلى الأسوأ طائفة من اللاجئين الذين قد يكونوا السبب الأساسي في مهاجمة مراكز اللاجئين في المانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام ، وهنا يجب طرح أمثلة كا دلالة على كلامي :

عندما يذهب الشخص إلى أي دولة في أوروبا والمانيا كمثال من أجل اللجوء ثم بعد قبوله كالاجئ في المانيا من الممكن أن يبقى لمدة 10 أشهر حتى يتحصل على الإقامة ولكن اللاجئ لم يستغل مدة الـ 10 أشهر استغلالاً صحيحاً ولكن ماذا يفعل يبقى ينتظر المساعدات دون أن يفكر في تعلم لغة أو البحث عن عمل أو أي شئ من هذا القبيل كل هذا حتى الآن قد يكون مقبولاً ، ولكن بعد أن يحصل اللاجئ على الإقامة يبقى كما كان ولا يفكر في العمل ولكن ينتظر المساعدات ويبقى نائماً دون حراك لا إندماج ولا عمل ولا أي شئ يبقى الشخص سعيداً هكذا ، ثم يذهب للتنزه ويصور الطبيعة ويرسل الصور إلى معارفه في بلده لكي يريهم أوضاعه في أوروبا.

ثم تتفاقم الأمور بعد ذلك عندما يأخذ  الشخص المساعدات ويجعل المانيا كابوابة سياحية يلبس ويأكل دون تقدم ، ولا يظن أن أفعاله قد تقلب ضده من قبل بعض الألمان الذين لا يعجبهم الأمر فيخرجون في مظاهرات ضد اللاجئين في المانيا ، تقابلها مظاهرات مؤيدة ومتعاطفة مع المهاجرين ، والرافضين لهم حق في ذلك لأن لبس اللاجئ ومأكل اللاجئ وكافة احتياجات اللاجئ تدفع من جيب هذا المواطن من خلال الضرائب التى يدفعها.

الأمر الآخر التى قد تكون عواقبه وخيمة عندما يستقر الوضع في بلد اللاجئ وهو مازال لاجئاً غالباً ستقول له المانيا أو البلد التى يعيش فيها عليك التوجه سريعاً إلى بلدك لقد ساعدناك بما فيه الكفاية ووفرنا لك الحماية وعليك الآن العودة لبلدك.

الآن يبدأ التذمر من اللاجئين لماذا تعيدوننا إلى بلادننا أنتم عنصريين والكلمات الكثيرة التى لا تسمن ولا تغني من جوع ،  وتتم إعادة مثل هؤلاء الأشخاص لأنهم يعتبرون عالة على المجتمع الذي يعيشون فيه.

بما أن كلامي موجه للمجتمع العربي ما أحب ايصاله بخصوص المساعدات أننا كا عرب لابد أن نثبت للدولة التى نصلها أننا غير متسولين وأننا قادرين على افادة المجتمع الذي نعيش فيه.

بالطبع هذه الأفعال من الكثير من اللاجئين جعلت الكثير من الدول لا ترغب في استقبال اللاجئين على أرضها مثل بريطانيا وغيرها.

دولة مثل النمسا مثلاً أصبحت ترحل اللاجئين إلى سلوفاكيا حتى يتم النظر في طلبات لجوئهم ، كما أوقفت استقبال اللاجئين على أرضها ، وتفكر دولة مثل الدنمارك في سلوك نفس طريق النمسا.

دول مثل بلغاريا وهنغاريا اثنين من اسوأ دول اللجوء في اوروبا ، يعاملون اللاجئين معاملة سيئة وعند الإمساك باللاجئ في هنغاريا مثلا إما التبصيم وإما السجن والضرب وتوجيه التهم والإساءات والكثير يعرف ذلك ، خصوصاً ازدياد الأمور سوءاً في هنغاريا بعد أن قررت بناء جدار بينها وبين صربيا لمنع تدفق اللاجئين إلى أراضيها.

التقليد والتضخيم الأعمى

أوروبا بالطبع بلد يتمتع بطبيعة خلابة ونظام رائع وجميل ولكن هناك أشخاص يصلون أوروبا يضخمون الأوضاع عن اللجوء في اوروبا مثل أن يبلغوا غيرهم أن الأمور فوق الخيال منازل فارهة وما شابه وهذا غير صحيح ، وهذا يدفع الناس للزج بأرواحهم وأرواح أسرهم إلى البحر من أجل الوصول إلى الفردوس الأوروبي المنشود ، وأيضاً من أجل التقليد والغيرة العمياء.

على النقيض أشخاص ينقلون الصورة ولكن بشكل سئ للغاية كأن أوروبا مقبرة لا يمكن العيش فيها إلى أن وصل الحد إلى بطر اللاجئين العرب على اللجوء في أوروبا وعدم إعجابهم بكيفية سير الأمور ، والحقيقة أن الأمور جيدة في أوروبا ، ولكن ليس بالتضخيم ولا بالتقليل المطروح وطرح الامور بدون موضوعية.

لماذا تسوء أمور اللجوء في اوروبا وما يجب فعله

تسوء الأمور أولاً بسبب ضخامة الأعداد التى تصل إلى أرض أوروبا من اللاجئين فادولة مثل المانيا استقبلت ما يقرب عن 170 ألف لاجئ منذ بدأ حركة اللجوء في المانيا لعام 2015.

الأمر الثاني مع الأعداد الكبيرة اللاجئين لا يندمجون في المجتمع وينتظرون المساعدات لفترات طويلة ، وهذا ما دفع المانيا إلى التصريح على لسان المستشارة الألمانية بقولها أن من يصل إلى المانيا يحتاج إلى العمل وليس اللجوء.

خاتمة 

من وجهة نظري اذا كنت تفكر في الذهاب إلى اوروبا من أجل أن تبقى لاجئ فعليك أن تجعل فترة المساعدات فترة مؤقتة حتى تتأقلم وتندمج في المجتمع بعد هذه الفترة ، وكل من يبقى على وضعه هو في نظري ونظر الجميع شخص متسول.

أتمنى أن يكون القصد من وراء ما أقول حول اللجوء الى اوروبا قد وصل بشكل صحيح لأن الفردوس في الجنة يحتاج إلى العمل في الدنيا ، فكيف بالدنيا ، خلاصة القول لا يوجد شئ مجاني كل شئ لابد أن يدفع ثمنه ، فإذا أردت أن تدفع ثمن شئ فلابد أن يكون الدفع بعيداً عن كرامتك وايذاء غيرك بأفعالك.

أحمد المسلماني

مؤسس مجتمع الهجرة معنا، رحال فى بلاد الله، أعشق السفر و الترحال، فـ لطالما تمنيت أن أبقى مسافراً في الدنيا بين أرجائها، تائهاً بين سهولها و وديانها و أنهارها، متخذاً من الطبيعة رداءً بعيداً عن ثرثرة البشر و ضوضاء الحياة .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. تحية طيبة الى كاتب مقال ( اللجوء الى اوروبا لم يعد الفردوس المنشود ) …
    ما ذكرته بخصوص ضرورة تعلم اللاجيء اللغة والبحث عن عمل والاندماج في المجتمع صحيح ولا غبار عليه …. وانا اتفق معك في ذلك …. لكني اختلف معك بخصوص كون المساعدات التي يحصل عليها اللاجيء تدفع من جيب المواطن ( الالماني كمثال ) …. بل الصحيح هي تدفع من قبل الدولة التي كان ينتمي اليها اللاجيء وهرب منها وتستقطع بمساعدة المنظمات الدولية المختصة بذلك …. اما بالنسبة لمن ينقلون الصورة عن اوروبا ( ان كانت سلبية او ايجابية ) فليس لها تأثير يذكر على قرار الاشخاص الذين يريدون القدوم الى اوروبا والتقديم على اللجوء ….. لانه وبكل الاحوال والصور …. فالحياة في اوروبا افضل بكثير من الحياة في الدول العربية وخصوصا للذين لم ولن يحصلوا يوما على حقوقهم الانسانية المتواضعة في بلدانهم …. فمن يفكر في اللجوء ليس من الاغنياء او الاشخاص المستفيدين امثال قرود وخدام انظمة الحكم في بلدانهم …. وبرغم كون نصيحتك لكل لاجيء بضرورة البحث عن العمل والاندماج في المجتمع اكثر من رائعة …. الا انها ليست السبب الرئيسي في اثارة نقمة وغضب مواطنين البلدان المستقبلة لللاجئين …. بل السبب الرئيسي له علاقة بكون الغالبية العظمى من اللاجئين من الديانة الاسلامية …. وكلنا نعلم ان صورة الاسلام وللاسف قد شوهة وببراعة من قبل المسلحين المتطرفين من المذهب السني والشيعي على السواء وما فعلوه من جرائم بشعة ومقززة يندى لها جبين البشرية ….. والطامة الكبرى في كون جرائمهم تلك قد ارتكبوها بحق ابناء جلدتهم واخوانهم …. وهذا ما لم يفعله احد حتى اليهود …. وهو ما يثير غضب وخوف مواطنين البلدان المستقبلة لللاجئين …. وهم معذورين بشهورهم هذا اتجاه المسلمين … لانهم يقولون ( ان كان المسلم يذبح اخيه المسلم بدم بارد ويقتل الاطفال ويغتصب النساء لا تفه الاسباب …. فماذا سيفعلون بنا ؟؟؟؟؟؟ ) ….. لذا اود ان اضيف على نصيحتك القيمة بأن على اللاجيء اذا ما اراد ان يعيش بسلام ان يعمل على اعطاء صورة صحيحة عن الدين الاسلامي وان يجعل ابناء الوطن المستظيف لللاجئين ان يدركون ان ما يفعله المسلحون والقتلة من الدواعش والمليشيات بعيد كل البعد عن حقيقة مباديء وافكار الدين الاسلامي ….. وان كانت هذه المهمة ليست بالهينة .

    1. أخي بخصوص أن الأموال تدفع من دول اللاجئين فهذا للأسف غير صحيح ولما كنا رأينا دول مثل هنغاريا وبلغاريا ودول صاحبة اقتصادات قوية تصرخ من أعداد اللاجئين ، ولكن هناك دول تساعد في مساعدة الدول التى تتلقى اعداد كبيرة من اللاجئين عن طريق مؤتمرات المانحين ، فادولة مثل المانيا مثلا خصصت من المزانية الخاصة بها ما يقرب من 6 الى 7 مليار يورو لمساعدة اللاجئين وبالتأكيد هذه الأموال من جيب المواطن األماني ، ودولة مثل سوريا مثلاً لا تعترف بمواطنيها والا لما قتلتهم ولا يغرك الأحاديث الإعلامية ، وعليك أن تعلم أن الحكومة السورية الموجودة حالياً تبحث عن أي مصدر أموال وكان اخر هذه المصادر هو تجديد جوازات السفر السورية في الخارج ، فكيف تدفع الحكومة لمواطنين تعتبرهم اعدائها.

      بخصوص أن الأمر لا يعود لعدم العمل ولكن يعود لأن اللاجئين مسلمين بالطبع كونهم مسلمين فهذا له دور ولكن تجد من يهاجم مراكز اللجوء في المانيا هم من النازيين ومؤيدي الفكر النازي كارهي أنفسهم الذين لا يحبون أي أحد من اي ديانة وليس الإسلام فقط ، وتجد من يقف ضدهم من الشعب الألماني ويخرج أمامهم في مظاهرات ، ومواطني اوروبا بشكل عام يعرفون أن من يذبح هم جماعات مسلحة متطرفة ولا تعبر عن الإسلام ، بخصوص العمل هناك استفزازات من اللاجئين العرب من ناحية الملبس الجلوس على الكافيهات ، فمثلاً تجد مركز لجوء في قرية المانية أهل القرية يعملون واللاجئ يجلس لفترات طويلة ويحمل هاتف حديث ويلبس الشورت ويجلس يشرب الأرجيلة ولا يأبه بشئ ألا تظن أنك لو مكان هذا الشخص لن تغضب.

      بخصوص الصورة الصحيحة عن الدين أنا معك في هذه النقطة وللعلم كما ذكرت معظم مواطني أوروبا يعلمون أن الجماعات المسلحة التى تقتل لا تمت للإسلام بصلة وترى كره العرب والمسلمين لهم عند وصولهم إلى اوروبا فكيف تصدق أن هؤلاء يتحدثون بإسم الإسلام وهم يذبحون في المسلمين.

      مشكور على نقاشك الأكثر من رائع الذي تشرفت به ، ومرحباً بك بيننا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى