أشهر المعالم السياحية فى مدينة بوردو الفرنسية

منذ عدة قرون دار حوار بين الساحل الجنوبي لنهر جيروند الكبير ومياه النهر أثناء نوته العالية الخطيرة فمع دخول فصل الشتاء زادت أمواجه وأشتدت على السفن العائمة فوقه فاتفقا على أن تختبئ تلك السفن على الميناء الموجود بالضفة الشرقية للمحيط الأطلسى ، ولقد حافظ هذا الميناء على السفن المسافرة على مر العصور و أقيمت عليه مدينة بوردو الفرنسية التى سكنت هذه الأرض بعد أن أستأنس أصحاب السفن للأرض و ساعدهم على ذلك طبيعة الأراضى التى كانت تمتلأ بالمستنقعات فمكنتهم من استصلاح الأرض وتحويلها الى أكثر الأراضى خصوبة فى فرنسا ، خاصة في زراعة الكرمة، التي يعيش على جزء منها الاقتصاد الفرنسي.

بوردو ليست مدينة فرنسية ذات طبيعة جميلة فحسب بل هى مدينة فرنسية لعبت دور البطلة فى كل العصور ، وكانت الأكثر شهرة والأدق فى تفاصيلها وقد كانت على مر العصور مدينة جاذبة لعقول وأذهان الملوك والأمراء ، ودعونى أسرد اليكم الكلمات عنها كأننى أحكى عن بطلة عالمية كما رأيتها .

قديماً رأيتها  هى البطلة منذ بداية القرن الثالث الميلادى حيث لعبت دور Burdigala باللغة اللاتينية بمعن المشردين بالعربية حيث لجأ اليها أفراد شعب الغال الذين هم المرجع العرقي للفرنسيين اليوم هرباً من الحكم الظالم فى مدينتهم اليونانية التى كانوا يعيشون عليها ، كما أخذت دور رئيس فى دخول الإسلام الى فرنسا عندما دخلها الأمير عبد الرحمن الداخل  وسماها العرب “برديل”محاولة منه فى نشر الإسلام بفرنسا من خلالها  ، ثم لعبت دور البطلة الصامدة أمام الفايكنغ الذين جاؤوها من شمال أوروبا ومكثوا فيها برهة من الوقت وكانوا يستعملونها كميناء مهم لغزواتهم على مناطق أخرى من أوروبا الجنوبية وحتى سواحل شمال أفريقيا التي لم تسلم من غزواتهم ونهبهم لثرواتها.

البطلة بوردو فى دورها الجديد الآن 

مدينة بوردو الآن  

وفى العصر الحديث لازالت بطلة مشرقة ولامعة ميزها موقعها كميناءيقع جنوب فرنسا على ضفة نهر جارون الذي يصبّ في المحيط الأطلسي عند خليج غاسكونيا.  وتسمى بـ “عاصمة النبيذ”  حيث  تشتهر  المدينة بالأساس بنبيذها الأحمر الذي يُصنع في بها ،حيث كانت بوردو أول مدينة يُنتج فيها النبيذ الأحمر في أوروبا. وقد زادت الحركة التجارية بها لأنها  تضم عددا من الشركات الكبرى والأسواق التاريخية الكبيرة ويمكننا عند زيارة مدية بوردو مشاهدة أحدث عروض البطلة السينمائية الجميلة فى أزهى عروضها بعد أن مر عليها عصور من التاريخ وهى محافظة على جمالها ورقيها وثقافتها ، فيمكننا القول أن كل المد ن تأثرت بالتاريخ ، انما تعد  مدينة بوردو هى المدينة التى أثرت فى التاريخ وكتبته على أرضها وجعلته جزءاً من احساسها فالآن أثناء تجولك بداخل المدينة تجد آثار ومبانى تعود الى زمن العصور الوسطى ولكنك تجد المدينة لونتها وغيرتها لتأخذ الطابع المدنى الحديث الراقى ، كما سجلت المدينة التاريخ على أسماء ساحاتها ومعالمها التاريخية فكلما تجولت بين أرجاها تذكرت حدثاً تاريخياً هاماً حدث بالفعل.

فعندما تزور المدينة تجد وتتجول فىساحة بي بيرلاند بوردو تجد كاتدرائية سانت اندريه شاهدة على ابداع يسكن بودو منذ القرن الخاس عشر وتشتهر بواباتها الكبيرة وجرسها الذى صمم فى غاية الأبداع ،  كما يمكنك التجول فى ساحة النصر التى تكتظ دائما بالزوار من حول العالم ليمتعوا أعينهم برؤية التاريخ معبراً عن نفسه من خلال المعالم التاريخية مثل قوس النّصر الّذي بني بطريقة مشابهة لقوس النّصر في باريس. كما توجد أيضاً ساحة البورصة التى تحكى قصة الخلود  للفنون المعماريّة الكلاسيكيّة الفرنسيّة منذ القرن الثّامن عشر، حيث بني القصر والسّاحة بتصميم فائق الجمال، تمتلئ السّاحة بالتّماثيل الكبيرة والّتي أخذت شكل وحجم الإنسان العاديّ، عدا عن الأقواس ذات الزخرفات والنّقوش الأخّاذة، ممّا جعل من هذا الموقع موقعًا تاريخيًّا مهمًّا في فرنسا.

كما يوجد فى شارع لويس كومب المسرح الكبير في بوردو  الذى تم تشيده فى عام ١٧٨٠ ليكون معبدًا للفنون والضّوء؛ حيث بني المعبد على النّمط النيو كلاسيكي ليضمّ رواقًا مليئَا بالأعمدة الكورنثيّة، وقاعة ينتصب فيها ١٢ تمثالًا حجريًّا، وقد كان المسرح لفترة وجيزة مقر الجمعيّة الوطنيّة للبرلمان الفرنسيّ، وهو يمثّل اليوم صرحًا تاريخيًّا عريقًا في بوردو وفرنسا.

وفى شارع لويس التاسع عشر تجد أكبر ساحات فرنسا ساحة كوينكونيس ، وتضم الساحة  العديد من التّماثيل الرّخاميّة القديمة، وهي عبارة عن تماثيل لخيول وشخصيّات تاريخيّة تتمثّل في الأساطير القديمة لفرنسا والمنطقة.

وأثناء التجوال تجد برج بىبيرلاند الذى بُني على يد القدّيس بيرلاند عام ١٥٠٠. ويتميّز البرج بهندسته وتصميمه الرّائع عدا عن كونه برجًا للأجراس، كما يتميّز بموقعه وسط مدينة بوردو وقرب كاتدرائيّة سانت أندريه الشّهيرة.

وتتحلى بورد الآن  بساحة الكوميديا التي ينتهي بها شارع سانت كاثرين التجاري، وLe Grand Théâtre والتى يجاورها  مبنى الأوبرا الذي يقع في place de la Comédie، وساحة place de la Bourse التي شيدت عام 1775،حيث يوجد حي سان ميشال وسوق ساحة الكاتدرائية اليوميّ للبضائع القديمة والمستعملة.

كماتوجد نافورة المرآة (Le Miroir) بثلاث حالات مختلفة: يخرج الماء من فتحات في الأرض إلى ارتفاع 2 سنتيمتر، ثم يتوقف ضخّ الماء ويخلف وراءه صفحة من الماء تشبه المرآة. بعدها ينطلق رذاذ الماء إلى ارتفاع مترين، وهو مكان رائع جدًا للعب والمرح وخاصة للأطفال  في الصيف.

فى الحقيقة تخلق هذه المدينة احساسا بالابداع كلما تجولت فيه فحقاً هى البطلة التى أصرت على البقاء متألقة عبر عصور التاريخ محتفظة بخليجها متمسكة بمرور النهر بين معالمها .