السياحة في مصرمصر

جامع الرفاعى من أهم آثار مدينة القاهرة الأسلامية

جامع الرفاعى من أهم آثار مدينة القاهرة الأسلامية

الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، تبدأ تكبيرات صلاة عيد الفطر و يصعد شيخنا الجليل على مئذنة الجامع ، و يسترجع كل منا ذكريات صلواته بين أجنحة هذا الجامع الأثري ، كل منا وتاريخه ، كل منا ودعواته ، فمن منا لم يلجأ الى هذا البيت ليدعو الله مخلصاً ، من منا فانه بيت من بيوت الله ، بيت أسس على التقوى وعبادة الله ، كلنا نسمع دعوات صلاة العيد ونكبر معها ، و تعلو الدعوات بالبركات ، ز تزداد أمنياتنا أن يتقبل الله توبتنا ، كم من البشر دخلوا هذا الجامع جامع الرفاعى الأثري و صلى صلاة كلها دموع آملاً أن يغفر الله ذنبه ، و كم من أجدادنا القدماء منذ  أن أنشأ هذا الجامع و قصدوا اليه كما قصدنا اليه، وتوجهوا بقلوبهم بين أروجته ، وبعدما أنهوا صلاتهم تأملوا فازدادوا عجاباً و وانبهاراً موطنا للعبادة ، ومقراً للتصميمات المعماررية الخلابة ، أى فكر كانوا يفكرون عندما ئفكروا فى بنائه ، فكراً لا يوصف الا بالابداع يهدف الى تجميل وتزين الجوامع أملاً فى أن يزورها الناس من كل مكان فى العالم ، فيطلعوا على الفكر الأسلامى بفنه ومعماره ، وأرتباط روح الأسلام بروح النظام والجمال والتقوى والعمل و الأتقان ، ففى رأيي يعد جامع الرفاعى بقدمه وأثاره و أعمدته وزخرفتها الراقية رسالة الى العالم أجمع يبلغهم بها دقة دين الأسلام و اهتمامه بالتفاصيل المتقنة ، وقد كان الجامع رمزاً للعبادة و الرقى الذى لفت أنظار الزائرين اليه فى الماضى و الحاضر.

25408958

زيارتنا اليوم الى احد مساجد القاهرة الاثرية الشامخة التى تتطل على ميدان الرميلة فى حى مصر القديمة فى منطقة القلعة وعلى مساحة ستة الاف وخمسمائة متر يقف مسجد الرفاعى الذى شيد عام 1329 هجرية الموافق لعام 1911  ميلادية حيث تم بناءة اربعون عاما  ، يعتبر جامع الرفاعى والذى سمى بهذا الاسم نسبه الى احمد عز الدين الرفاعى وهو احد احفاد الامام أحمد الرفاعى ، ويعتبر هذا المسجد  من اشهر المساجد التى شيدت  فى مصر فى القرن العشرين و من اجملها من حيث الزخارف الموجودة على الحوائط الخارجية ، ويشبه المسجد مباني اوروبا في ذلك الوقت . و كان الاهتمام عند بناءه كبيرا حتى انه تم استيراد مواد البناء من دول اوربا وبالفعل تم الانتهاء من بناء المسجد في عام 1911 لذلك يعتبر المسجد مقصد سياحيا يقصده السياح من مختلف بلدان العالم وبمختلف اجناسه  .

جامع الرفاعى من أهم آثار مدينة القاهرة الأسلامية
جامع الرفاعى من أهم آثار مدينة القاهرة الأسلامية

تتميز مداخل المسجد بالارتفاع الشاهق و الاعمدة الحجريه و الرخاميه و تيجانها الجميله كما يمكننا مشاهدة مهارة و دقة صناعة النجارة العربية وتطعيمها مجسمة فى كرسى السورة الموجود بالقبة. أما باب المسجد النحاسى المتواجد حتى الآن  فيعتبر مثلا رائعا لأجمل الأبواب المكسوة بالنحاس و المشغول على هيئة أشكال هندسية غاية فى الجمال والروعة. وغطيت المداخل بالقباب والسقوف البديعة  ، اما القسم المخصص لاقامة الشعائر الدينية والصلاه عبارة عن مربع تغطيه قبة ذات مقرنصات جميلة محمولة على أربعة عقود مرتكزة على أربعة أكتاف بأركان كل منها أربعة أعمدة رخامية تيجانها منقوشة ومذهبة، ويحيط بهذه القبة ويغطى باقى مسطح المسجد أسقف خشبية حليت بنقوش ذهبية جميلة كما حليت بواطن العقود بزخارف منوعة. وكسيت الحوائط والأكتاف بالرخام المختلف الألوان المحلى بزخارف عربية رائعة ، يضم المسجد بين جنباته كميات كبيرة من التحف الأثرية المتمثلة فى الجرانيت والأحجار الكريمة والرخام المرصع بالذهب حول مقامات القبور الملكية، جعل أنظار المحترفين من تجار الآثار تتجه صوب المسجد فى محاولات منهم لاقتلاع ما يمكن الحصول عليه.

جامع الرفاعى
جامع الرفاعى

يحتوى مسجد الرفاعى على العديد من الاضرحة بداخلة حتى اطلق علية مقبرة الملوك والامراء حيث دفن فيه أبناء الخديوي إسماعيل  وشاء الله تعالى أن يُدفن في تلك المقابر شاه إيران الأخير محمد رضا بهلوي  كما دفن بالمسجد الملك فاروق بعد وفاته في روما عام ١٩٦٥ م حيث كانت رغبته في أن يدفن بمسجد الرفاعي بجوار أسرته . ليظل مسجد الرفاعي مسجداً شهيراً بما يضمه من رفات لعدد من أشهر ملوك مصر وحكامها .

جامع احمد عز الدين الرفاعى
جامع احمد عز الدين الرفاعى

بل و أن أهم مايميز جامع الرفاعى أنه يترك أثراً عظيماً فى قلوب زوراه ، مما يؤكد لنا أن رسالة بناء جامع الرفاعى لن ينتهى توصيلها فى أحداث الماضى أو فى وقائع الحاضر بل هى ستمتد الى أجيال تتبعنا فى أمنيات المستقبل .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى