السياحة في مصرمصر

خان الخليلي لؤلؤة فى وسط مدينة القاهرة

خان الخليلي لؤلؤة فى وسط مدينة القاهرة

ميلاد خان الخليليى

منذ أكثر من ستمائة عام حين هاجر الأمير المملوكى جركس الخليلي أحد أهم أمراء المماليك فى فلسطين وبالتحديد فى مدينة الخليل الى مدينة القاهرة ، و رافقه مجموعة من تجار البضائع العربية المميزة ، و أختاروا الخان ليسكنوا فيه ويطمئنوا به ، وعليه نسب اسم الخان اليهم وكان ميلاد خان الخليلي.

احد المحلات داخل خان الخليلى
احد المحلات داخل خان الخليلى

 

شباب خان الخليلي

استقر الخليليون بالخان ، وملؤه بالبضاعة و ظل الناس يتوافدون عليهم بسبب موقعه السحرى ، واشتهر و كان فى التجارة علماً ورأساً ، وأصبح المكان المحبب الى قلوب زواره ، وقالوا فيه أحلى الكلام ، وتغنوا بأسمائه ،وها هو المقريزى مؤرخنا العظيم يصف الخان قائلاً ” إن الخان عبارة  مبنى مربع كبير يحيط بفناء ويشبه الوكالة، تشمل الطبقة السفلي منه الحوانيت، وتضم الطبقات العليا المخازن والمساكن، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى منشئه الشريف (الخليلي) الذي كان كبير التجار في عصر السلطان برقوق عام 1400 م ” ، و ظل الخان يكبر و تكثر بضائعه من البخور والعود والهدايا المرصعة بالطراز الأسلامى المميز ، و بلغ أشده و بدأت المقاهى و الوكالات التجارية تذهر به و يعلو أسمه بريق فى السماء يتلألأ منعكسا وسط نجوم مدينة القاهرة ، و قادت قهوة الفيشاوى مقاهى الخان فى لفت انتباه زوار خان الخليلى اليها ويعود تأسيسها الى العام 1769 م ، بمشروباته المميزة التى تعجب الزوار منذ العام الذى أنشأت فيه قهوة الفيشاوى ، وتمثل قهوة الفيشاوى علامة مميزة داخل خان الخليلي الآن ، فمنذ بداية دخولك الخان تشم رائحة القهوة و تستمع الى أغانى ملكة الملوك أم كلثوم و تنبهر عيناك بالأضواء الملونة بالخان ، حينها تشعر أن خان الخليلى أمتلك كل حواسك أجمعها من الحاسة الشم الى الأبصار فالسمع فجسدك بأكمله وتسير حتى ترى الوجوه المستقبلة لك بكل شغف لتشاركها مجلسها وتتناول تلك القهوة ذات المذاق التركى الأصيل ، وسط مجموعة من ألمع التصميمات المتراصة بألوانها الفرحة ومعمارها الأسلامى الرائع، والمتعة هنا بلا حدود ، و الفرحة لا يمكن أن يقاومها قلبك فتسيطر عليه .

img_3630

النضج

و أتخذ خان الخليلي على مر عصوره و باختلاف الأيام التى تمر عليه وطبيعتها مكاناً خاصاً بالقلب ، فكلما مر على قاهرتنا الجميلة احتفالاً أو عيداً أو ذكرى سعيدة شاركها وشارك أهلها و أمتعهم بأجمل الأحاسيس التى سيطرت عليهم ، وجعلت من فكرة الذهاب الى خان الخليلي فى حد ذاته احتفالا ، و ذكرى سعيدة لاتفارقهم.

خان الخليلى

وإذا بدأت زيارتك الى خان الخليلى وتستقبلك  مشربيات المنازل الصغيرة المتواجدة هناك والمتجاوورة جنباً الى جنبا مطلة علىالخان المقسم الى حارات صغيرة  و أسبلة جميلة و مطرزة مزينة بالنحاس و تمتلئ بأحواض من الماء ، الشارع كله عبارة عن روحة فنية بألوان الطراز الراقى ، تتنوع الألوان فيه فى كل شئ ، حتى فى البضاعات المعروضة بألوانها الزرقاء المستمة من لوم الزمرد الأزرق ، والصفراء المستمدة من النحاس ، اللون الرصاصى المستمد من لون الفضة ، واللون الذهبى من المعروضات الذهبية ، لوحة فنية بألوان صريحة و ملفتة

قهوة الفيشاوى بخان الخليلى
قهوة الفيشاوى بخان الخليلى

ويعد حي خان الخليلي هو أحد الأسواق التى أشتهرت ابان حكم المماليك للقاهرة الفاطمية ، حيث انتشرت هذه الأنواع من الأسواق حتى وصلت الى ثمانية وثلاثين سوقاً كانت وزعت على ضواحى القاهرة، ويقع هذا الخان وسط مصر القديمة أعلى مقابر الخلفاء الفاطميين ،

 

خان الخليلي لؤلؤة فى وسط مدينة القاهرة
خان الخليلي لؤلؤة فى وسط مدينة القاهرة

و يتميز حى خان الخليليى بأسلوبه الخاص فى عرضه للبضائع الموجودة به فهو يتبع الأسلوب الذي كانت تعرض به البضائع في مصر القديمة حيث كانت تتماسك المتاجر ببعضها وتقترب الأسواق وتظهر فى شكل الحارات المتقاربة المزينة  بالحوانيت ، والتي قد  تعرض نفس البضاعة بأسعار متنافسة ، بل تعد هذه الطريقة فى البيع والشراء فى الأسواق هى أصل فكرة انشاء المعارض ، و الذى أعطى  فرصة كبيرة للبائع أن يعرض بضاعته فى أحسن حلة لها ، وللمشترى أن يقارن بين أفضل البضائع المميزة والتى تتميز بأن معظمها صناعة يدوية بها ابداع غير عادى ومهارة متقنة .

و يظل خان الخليلي مهما مر به العمر سواء غى فترة نشأته وميلاده ، أو حتى فى شبابه ، وفى وقت نضجه سيظل عمره كلما جرى اسعدنا ويلمع فى أعيينا و نفرح بزيارته مهما مرت عليه السنين .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى