أخبار اللجوء والهجرة

خطورة اللجوء على مستقبل سوريا والأسباب التى قد تقضي على آمال العودة إلى سوريا

إنني أظن أن كثير ممن سيقرأ  العنوان سيفضل عدم الإكمال للنهاية لأن الحقيقة قد تؤلمه ، وللحقيقة الكثير من الأخوة السوريين لا يعلمون خطورة اللجوء على مستقبل سوريا لأن معظم الأخوة السوريين ينظرون إلى اللجوء على أنه خطوة عابرة ثم بعد ذلك سيعودون إلى سوريا ، لكن للأسف الحقيقة قد تكون غير ذلك نهائياً !!!!

سوف تقرأ في هذا الموضوع عن ...

خطورة اللجوء على مستقبل سوريا 

عندما ترك الأخوة السوريين سوريا لم يتركوها عبثاً ، ولكن ترك السوريين بلدهم بعد أن ذاقوا الويلات من قصف وتشريد وإنعدام لسبل الحياة في سوريا على يد نظام لا يعرف إلا سفك الدماء ، إذاً السبب الأساسي لترك سوريا هو من أجل النجاة والهدف الأسمى هو العودة للأرض المتروكة بعد حين من الزمن من أجل بناء ما تم هدمه وبناء الوطن من جديد.

حتى الآن الأفكار التى تدور في ذهن السوريين رائعة ، لكن ليس كل من نريده نناله ، ولكنما قد يحدث سيكون من السوريين أنفسهم بمساعدة الدول التى يصلونها الأمر الذي ينبأ بعدم عودة الكثير من السوريين إلى سوريا مرة أخرى.

الأسباب التى قد تكون سبباً في عدم عودة السوريين إلى سوريا

الأسباب كثيرة جداً ولكني سأتحدث عن أكثر الأسباب واقعية حتى لا يظن من يقرأ المقال أنني أطلقت إلى خيالي العنان وسرحت بخيالي بعيداً ، لأنني قد أتحدث بأشياء يظنها الكثير هراءً لذلك سأتحدث من مبدأ الواقعية ، وسأسرد ما أريد في عدة نقاط هى كالتالي :

أولاً لنتحدث بلسان الواقع رغم أن الحياة في أوروبا قد يجدها الكثير مملة من حيث قلة الحركة والعزلة بعض الشئ وهذا بسبب الحركة الكبيرة في بلادنا العربية ، ولكن دول أوروبا بشكل عام تتوفر فيها كافة مناحي الحياة غير بلادنا ، وهذا الأمر قد يدفع كثير من السوريين للبقاء في أوروبا حتى وإن انتهت الحرب ، فأول ما سيفكر فيه اللاجئ قوله ما الذي يدفعني للعودة إلى بلدي الآن وهو محطم جراء النزاعات والحرب سأبقى عام أو عامين لتوفير بعض الأموال التى أعود بها للبناء والتعمير نعم أنا معك في هذه الخطوة ولكن يجب على كل شخص أن يكون صادقاً مع نفسه في ما يخص العودة لأن عدم الصدق في هذه الخطوة تكون البداية للسقوط في فخ اللاعودة.

الأمر الثاني أن من يستمر بعد هدوء الأوضاع شيئاً فشيئاً سيتأقلم كلياً مع الحياة في أوروبا وستكون عودته إلى سوريا صعبة ، وإذا أراد العودة ما سيصعب عليه الأمور هم أولاده الذين قد يكونوا التحقوا بالجامعة وغيرها من مناحي الحياة.

السبب الرئيسي في تأقلم السوريين والعمل على عدم عودتهم إلى سوريا

كل ما يمر به السوري في أوروبا الحكومات لها يد فيه ، فالتسهيلات التى تقدمها كثير من دول أوروبا للاجئين ليست هباءً أو من مبدأ الحب فقط ولكن من مبدأ المصلحة ، فمثلاً دولة مثل المانيا حتى سنين قريبة كانت دولة تنهش عظامها العزلة فما الذي جعلها تكشف وجهها للعالم وتفتح أحضانها للاجئين بالطبع ليس العمل الإنساني وحده ، ولكن لأسباب أخرى كإرتفاع الأعمار وقلة المواليد الأمر الذي يشكل عجزاً كبيراً في سوق العمل في المانيا وهذا ما دفع المانيا للإهتمام باللاجئين السورريين.

قد يسأل كثير من الناس أنفسهم لماذا لا تكتفي المانيا باللاجئين من أوروبا الشرقية مثلاً بدلاً من اللاجئين السوريين ، وهذا سأوضحه في عدة نقاط هى كالتالي :

1 _ الجهة الإنسانية اللاجئين السوريين يستحقون اللجوء والمساعدة بدلاً من اللاجئين من دول أوروبا الشرقية.

2 _ اللاجئين السورريين معظمهم من حملة الشهادات العيا والمتوسطة ، وأصحاب المهن وهذا ما تحتاجه المانيا لسد العجز لديها ، عكس اللاجئين من أوروبا الشرقية.

3 _ اللاجئين من أوروبا الشرقية معظمهم يلتحق بالعصابات والجرائم المنظمة والسرقة عكس اللاجئ السوري الذي قل أن تجد له مشكلة رغم وجود أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين في المانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام.

4 _ اللاجئين السوريين يتزوجون وينجبون مما يزيد النسل في المانيا ، وهذا ماتريده المانيا نعم المانيا تريد النسل ، عكس مواطني أوروبا الشرقية ومواطني المانيا الذين يقضون معظم حياتهم في الصدقات فقط دون زواج ودون إنجاب.

بعد كل ذلك من يظن أن هناك عودة

من يمنح السوريين المساعدات هى المانيا ، ومن تعلم اللاجئين السوريين هى المانيا ، ومن تمنح الإقامات والجنسية هى المانيا ، وتبذل المانيا قصارى جهدها لنشر العمالة السورية في سوق العمل الألماني لسد الفجوة الموجودة في القطاع الأهم في المانيا ، فهل ستسمح المانيا يوماً ما للسوريين بالعودة مثلاً.

لا أقول أن المانيا ستسجن السوريين في المانيا ، ولكن لن يستطيع السوريين المغادرة بأنفسهم  ولكن ستكون العودة للزيارة لأنه كما قلت المانيا تبحث عن النسل وهذا النسل سيتربى وينشأ في المانيا في بيئة نظيفة توفر له كل شئ من حياة وتعليم وصحة وبنية تحتية فهل هناك من يظن أن هذا النسل سيترك المانيا للعودة للمجهول الذي لا يعرف عنه شئ ، بل قد لا يكون لم يولد على أرض العالم الذي يطلب منه العودة إليه.

كلمتي الأخيرة حول خطورة اللجوء على مستقبل سوريا 

أنا لا أشكك في وطنية أي شخص بخصوص العودة ، ولكن هذا الواقع الذي يحدث مع أي شخص ، وهذا الأمر ينطبق على المهاجر الذي يهاجر بدون أي ضغوطات ، فكيف سيكون الأمر مع من يصل في وضع اللجوء.

ما أتمناه الآن أن لا ينسى أي شخص بلده ، فمن يقيم في المانيا عليه العودة لبلده وعدم التخلي عن بيئته التى كان يعيش فيها بل يعمل على تطويرها وبناؤها بناءً على ما اكتسبه من خبرات ومال في الخارج ، وأن يوفق بين الحياة في المانيا أو الدولة التى يعيش فيها خارج سوريا وبين بلده الأم سوريا ، وهذا على الأقل بأن يجعل الشخص وقت العطلة السنوية لسوريا أو كلما سنحت الفرصة يعود إلى سوريا وبقية السنة للعمل في المانيا ومن ثم العودة في العطل لبناء مستقبل جديد في بلده بجانب المستقبل في المانيا ، وبدلاً من أن يكون الإنسان له بلد واحد يكون له بلدين بلده الأم سوريا ، وبلده الثاني المانيا أو غيرها ، وعلى الجميع أن يتذكر أن من يبيع الأم لا يمكن أن يؤتمن على شئ بعد ذلك.

في مقال لاحق سأتحدث عن دور المنظمات والهيئات في مشكلة اللجوء ، والبحث عن حلول تعمل على ربط اللاجئين  السوريين بشكل أوسع بأوطانهم للعمل على إبقاء قيم الترابط بين المجتمع الداخلي السوري والمجتمع السوري المهاجر.

هذا كل ما لدي حول خطورة اللجوء على مستقبل سوريا ، ومن لديه أي نقطة يود إضافتها يمكنه التوجه لساحة النقاش من خلال صندوق التعليقات وطرح ما يرغب في إضافته للنقاش ، دمتم بود.

أحمد المسلماني

مؤسس مجتمع الهجرة معنا، رحال فى بلاد الله، أعشق السفر و الترحال، فـ لطالما تمنيت أن أبقى مسافراً في الدنيا بين أرجائها، تائهاً بين سهولها و وديانها و أنهارها، متخذاً من الطبيعة رداءً بعيداً عن ثرثرة البشر و ضوضاء الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى