السياحة في مصرمصر

متحف الأحياء المائية بمدينة الأسكندرية

متحف الأحياء المائية بمدينة الأسكندرية
فى يوماً من الأيام تغيبت فتاة الخمسة عشر عاماً عن منزل والديها ، وذهبا سيراً فى كل الأماكن من حولهم فى مدينة الأسكندرية بحثاً عنها ، و أغرقهمها البحث تعباً ، فانطلقت الأم مسرعة الى غرفة فتاتها وبدمةع شديدة داعية الله أن يرد اليها أبنتها الغالية ، وفجأة وفى وسط ظلمات الليل وجدت كتاب يحكى قصصاً ، كانت تقرأه أبنتها قبل رحيلها مباشرة ، ففتحته فوجدت علامة فى آخر صفحة ، كانت البنت تقرأ عن حكايات و قصص لكلمات و أحداث بين أسماك من ألوان و أنواع نادرة و وجدت من بينهما رواية عن أحدى عرائس البحر التى سكنت بحر الأسكندرية فى مكان ما بالقرب من قلعة قايتباى الشهيرة .
أسماك نادرة فى متحف الأحياء المائية
أسماك نادرة فى متحف الأحياء المائية
 ولقد عرفت الأم مدى شغف ابنتها بالبحر وعرائسه وقصصه وروايته ، والتى كانت تصدق خيالها فيه و تنسج منه واقع ليس له وجود، فقررت الأم مسرعة أن تسير على شواطئ مدينة الأسكندرية التى تعرفها جيداً ، وصولاً الى ابنتها ، فربما تكون قد وصلت الى هناك ، وبالفعل اتجهت بالقرب من قلعة قايتباى ، وظلت تنادى على ابنتها عسي أن تسمعها و تجيبها ، و لكن و فى وسط صمت الليل استجاب لندائها ، أحد الأحياء المائية سمكة لها ذيل طويل بألوان خيالية تشبه الطاووس ولكنها تعيش فى البحر ، فأجابت عليها تلك السمكة وقالت لها ماذا بك ؟.
متحف الأحياء المائية بمدينة الأسكندرية
متحف الأحياء المائية بمدينة الأسكندرية
وتعجبت الأم من حديث السمكة، ولكن لم تقطع الأمل فعسي أن تكون على علماً بمكان ابنتها فالغريق يتعلق بقشة ، وكان ذلك هو حال الأم ، فجاوبتها أبحث عن بنيتى فى الخمسة عشر من عمرها ، فضحكت سمكة البحر العجيبة ، وقالت لها لاتقلقي ، ففى الليلة الماضية كانت ابنتك تقرأ كتاباً يحمل أسراراً كثيرة عن الأحياة المائية الموجودة هنا فاستدعتها ملكة الأحياء المائية بالمتحف لتعرف منها سر أهتماها بنا ، فارسلت اليها أحد حارسيها فجاؤا بها الينا وهى معنا الآن سعيدة ، و تستمع و تلعب ، أخشي أن لا تتذكرك ، فقالت لها الأم أذن خذينى الى اليها ، أنى افتقدها كثيراً ، و فى غمضة عين وجدت اأم نفسها بين أحواض مائية تملؤها من الكنوز البحرية مالايمكن تصديقه ، و ظلت تتعجب حتى وصلت الى الأحواض المكشوفة فى متحف الأحياء المائية. ووجدت لوحة تذكارية تدل على أن  هذا المتحف قد أنشئ فى  العام 1930م ، وكانت فكرته أساساًٍ دراسة الأحياء المائية الموجودة بالبحار والبحيرات المصرية .
احد ازواحف الناردة فى متحف الأحياء المائية
احد ازواحف الناردة فى متحف الأحياء المائية
و أخيراً وصلت الى المنطقة التى تجلس فيها ملكة الأحياء المائية ، عرش كبير مزبن بأجمل الأصداف البحرية ، واللآلئ المختفية فى جزر بحرية ، وسألت الأم الملكة عن ابنتها ، فردت عليها جواباً قائلة ” ابنتك تلعب وتمرح وتشاهد جميع أجزاء المتاحف ، وتعرفت عليها ، وسأجلبها لك الآن فتطمأنين وتهدئي ، فقالت لها الأم لما اذن أرسلتى اليها لتأتيكي ؟ ، فردت الملكة فى عظمة وشموخ قائلة ” أحب كل من يحب متحف الأحياء المائية ، أو يبحث عنه أو يقرأ عنه ، تعودت دائماً أن أستضيف من يحبنى بحباً شديداً ، فاستضفت ابنتك من شدة حبى لضيوفى ، وآسفة ان كان ذلك أزعجك ، فضحكت الأم قائلة ” يا لكى من سمكة كريمة ، الحمد لله لقد رد لى ابنتى رداً جميلاً “.
متحف الأحياء المائية فى مدينة الأسكندرية
متحف الأحياء المائية فى مدينة الأسكندرية
قابلت الأم ابنتها فى الجزء المغطى من متحف الأحياء المائية وحيث توجد مجموعة كبيرة من الأسماك النادرة بألوان جاذبة ، وجدت بنتها ومعها ورقتها وهى سارحة ترسم من شدة انجذابها ، فعندما رأتها أحتضنتها ، و قالت لها “هل استدعتك ملكة متحف الأحياء المائية لتطمئنى على ؟ ، لاتقلقي يا أمى أنا بخير “، ومشي سوياً سعداء جداً بتلك المناظر الطبيعية و الأسماك الرائعة حتى وصلا الجزء المفتوح من متحف الأحياء المائية حيث تتواجد هياكل محنطة ، وحفريات لأحياء مائية متراصة فى أجم ما حنطه التاريخ لنا لنراه ، وما جذب انتباه الأم والفتاه جسد لسمكة عروس البحر ،و التي تشبه تلك السمكة التى قابلت الأم فى البداية  فهى  سمكة نصفها العلوي لجسم أمرأة جميلة  و يتكون نصفها السفلي من ذيل سمكة ، ولفت انتباه الفتاة ذلك الهيكل العظمي الكبير المعلق لجسد حوت يذكر أن سنه صغير و لكن حجمه كبير حيث يصل طوله إلي سبعة عشر مترًا علي الرغم من أن عمر الحوت يقدر بعام وشهرين و يرجع موطنه الأصلي الى المحيط الأطلنطى ، كما يشتمل المتحف على الكثير من المجسمات التي تمثل الحياة فيما تحت البحر فى أعماق  البحرين الأبيض المتوسط والأحمر بما تحتويها  من شعاب مرجانية وكائنات بحرية وأسماك غريبة ونادرة .  
الأسماك النادرة فى متحف الأحياء المائية بمدنة الأسكندرية
الأسماك النادرة فى متحف الأحياء المائية بمدنة الأسكندرية
كما وجدوا  نموذجا محنط لسمكة الشمس النادرة والتى أضيفت للمتحف فى العام 2004 م و السمكة تشبه قرص الشمس تماما ويصل وزنها إلي 1000 كيلو جرام تقريبًا 
كل هذا و أكثر فى متحف الأحياء المائية ، ولأنكم قرأتم عنه فانتظروا دعوة من ملكة المتحف قريباً تخطفكم من بيوتكم كما خطفت الفتاة من دياركم الى رحلة ممتعة بين أحواض متحف الأحياء المائية فى الأسكندرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى