السياحة فى سويسرا
الحيز الجيولوجي التكتوني في ساردونا السويسرية
الحيز الجيولوجي التكتوني في ساردونا السويسرية
حينما تدعمك الطبيعة بروح الإختلاف والتجدد عن ما يحيط بك وعن من حولك ، حينما تنطق الطبيعة بلسان صخورها قائلة نحن نختلف عن أشباهنا ، حين تخاطبك الأرض وتشير اليك قائلة توقف وعيش لحظة من التأمل لترى ما خلقه الله وما أبدعه وما كونه وصوره وجعله محتلفاً عن غيره وميزه ، حين تسبق روحك جسداً لتسير بين الجمال لتسكن فى الكهوف الصخرية تستمد منها الدفء والعقل والقدرة على الابداع والتميز ، ومما لاشك فيه ومانلاحظه عبر العصور أن المكتشفين والمطورين والمخترعين هم أكثر الناس تأملاً للبيئات الخلاقة التى تظهر فى أحسن كما خلقها الله تعالى وميزها ، ولعل زيارتك لسويسرا بصفة عامة هى تعتبر زيارة تجديد الروح و العقل فانتشار اللون الأبيض متناسقاً مع اللون الأخضر على أرضها يثير رغبتك فى التجديد بينما زيارتك بصفة خاصة لساردونا وبالتحديد فى منطقة الحيز الجيولوجي بها تخلق منك شخصاً مبتكر يحب الأختلاف والإبداع فتلك الصخور المحيطة بك التى تألقت بأشكال مختلفة لها قصة ليست بهينة على قلوب العاقلين ، قعندما تتأملها حتماً ستقول داخل نفسك ما الذى سيحدث اذا اختلف تفكيري عن تفكير العامة ، وتجد الاجابة واضحة أمامك منحوتة على تلك الصخور بالطبع سأتميز ، فان اختلاف طبيعة هذه الصخور جعهلها تتميز وتشتهر فى العالم كله .
تلك المساحة الهائلة من الصخور والتى قد تصل الى ثلاثمائة كيلو متراً مربغاً والتى تحيط بمنطقة بيتس ساردونا تبدو وكأنها قررت أن تعلن للعالم أنها ستظهر عليهم مردتية ملابس من تصميم أمهر المصممين ، تصميم بارع يختلف عن غيره من التصاميم فكانت فى وسط السجادة الحمراء ولا ألمع نجوم العالم ، تظهر هذه الصخور فى ظاهرة التراصف الجيولوجية .
حيث تظهر هذه الطبقات الصخرية بطريقة عجيبة وكأنها تقول للجميع رسالة الكبير يعطف على الصغير ، أو القوى يحمى الضعيف ، فان هنا فى هذه المنطقة وحدها الصخور الأقدم تغطى مثيلاتها من الصخور الأصغر فى عمرها ، وتلك الحماية الألهية تعطى رسالة بعدما تكتمل القصة أمامك عندما تعرف أن مايحدث أمامك هى ظاهرة تشهد على عملية تكون الجبال وتشكيل الصفائح الأرضية ، وبأبسط الكلمات فان الجبال بقوتها وشموخها وعظمتها ومواجتها للسماء يرجع سبب تكونها الى تلك الصخور الأقدم التى حمت الأصغر منها ، رسالة من الطبيعة لعل البعض يفهمها .
قد يستوعب البعض كل هذه المفاهيم الناشئة من الطبيعة فيرغب فى التعرف عليها أكثر فيقرأ عنها أو يزورها لكى يتفهم معانى الطبيعة فيها ، والبعض الآخر قد يتفهمها بشكل مختلف مثل منظمة اليونسكو العالمية التى وجدت فى هذا المكان ومن العجائب الكونية والاختلافات التكنولوجية ومنها فقامت بضمها الى قائمة التراث العالمى ، وقد كان هذا من أهم التقديرات التى حصلت عليها تلك المنطقة فجعلتها أكثر اختلافاً وتميزاً عن غيرها .
وتوجد هذه الصخور بالتحديد فى منطقة تعرف باسم التراكب الاسر فى داخل الحديقة الجيولوجية فى في سارغانسر لاند بداخل فالنزي والتى تتوسط منطقة غلارنر لاند ما بين جبال إلم وشفاندن وكيرين زربرغ وفلومس وباد راكاز وفليمس،وحيث يظهر التراصف الصخرى واضحاً فى المنطقة .
ولم تترك الطبيعة الجولوجية لعينك المجال بأن تسرح بدون أن تقاطعك بسر آخر ، فعندما تنظر من بعيد تجد شيئاً ما يلفت انتباهك فتقترب لتتفهم ما فى الأمر فتجد منظراً طبيعى سيريالى لكل خط فيه له معنى يكافؤ عينك وعقلك فذلك الثلم الحاد الذى يشبه الموس يواجه الصخور بلون أصفر ، يرتفع هذا المشهد على الأرضع بثلاثة آلاف متراً وتستمر تتابع ارتفاعه حتى يظهر هبوط له فى منطقة الشمال فى هاوستوك ويستمر فى الانحدار حتى تتجلى صخور فيروكانو بلونها الأخضر المحمر حيث يصل عمر هذه الصخور بالمنطقة مائتى وخمسون مليون عاماً والتى اندسرت وتراكبت فوق الصخر الطينى الرمادى الأصغر عن عمر يتراوح من خمسة وثلاثون الى خمسين مليون ، ما هذا الابداع الصخور القديمة تظلل بجناحيها على الصخور الحديثة كى تحميها .
ولم تصمت الطبيعة الساحرة فى التعبير عن نفسها بل أن البحريات الأرضية تتجمل وتظل شاهدة على تاريخ تلك الأرض وروعتها فتتواجد هناك صخور اللوكسيت بأعداد لاحصر لها ، و تزداد الحديقة الجولوجية جمالا مع تلؤلؤ معدج النحاس الذى يسكن جبال تشينغل هورن ، وسأبهرك أكثر عندما تتأمل معى تلك الكلمات التى سأقولها لك ، لم يحرم الله هذا المكان من أى موطن من مواطن الجمال ، فتلك الانهار الجليدية التى تعود الى العصر الجليدى والتى تستمر فى الجريان حتى تصب فى واد أخضر واسع وادى مورغ تال