أخبار اللجوء والهجرة

الهجرة إلى الدول العربية والعودة إلى زمن الجاهلية الأولى

ما أريد أن أتحدث عنه يظهر من عنوانه ، ولكن الظاهر الغير مفسر قد يكون مقبولاً بعض الشئ ولكن عندما أتحدث عن الهجرة إلى الدول العربية من منظور التجربة الواقعية فهذا قد يظهر أشياء لم تكن ظاهرة ، وما سأبوح به غير مبالغ فيه نهائياً ولكنه للأسف أقل من الواقع المرير.

الهجرة إلى الدول العربية وقوانين العصر الحجري

المثال الذي سأتحدث به سيكون على اثنين من مواطني الدول العربية الذين يقيمون في كثير من الدول العربية سواء بغرض الهجرة أو بغرض اللجوء وهم مواطني مصر وسوريا ، والمثال كالتالي :

يامصري أو ياسوري بالطبع حرف الياء يستخدم للمناداة أو للتنبيه ولكن ما يأتي بعد حرف الياء للأسف عند الأغلبية العظمى من مواطني الدول العربية يكون بقصد التقليل من حجم الشخص ، بالطبع هناك من يقصد عكس ذلك ، ولكن اذا استخدم نفس الأسلوب أيضاً فهو على خطأ لأن كل شخص يحمل اسم ، وإن لم يعرف الشخص اسم الشخص الذي يرغب في الحديث معه فهناك طرق أخرى مقبولة للمناداة أو للحديث.

الشئ الثاني عند اختلاف المهاجر مع مواطن من مواطني البلد يقول له المواطن بتليفون واحد سوف أقوم بتسفيرك إلى بلدك كأنه الحاكم في هذا البلد والمهاجرين في هذا البلد من بقية رعيته وعبيده.

رغم غضبي من أمثال هؤلاء ورغم لومي عليهم ، ولكني أرى أمثالهم معذورون لأنهم لديهم نقص كبر في الحرية وإتخاذ القرار فيعوضون هذا النقص على الغريب.

من يرى عكس ذلك أقول له أن حديثي عن تجربة سنين وليس ليوم واحد ، وحديثي ليس افتراء ، وبالطبع من حق من يقرأ يقبل أو يرفض.

بالطبع سأكتفي ببعض السطور التى فاحت منها رائحة التفرقة والعنصرية ، وسأنتقل إلى بعض النقاط الملموسة والجوهرية في حياة المهاجر في الدول العربية.

اذا فكرت في الهجرة إلى أي دولة من الدول العربية فأمامك 3 خيارات ، للبقاء في البلد وهى كالتالي :

1 _ إما أن تبقى تحت سيطرة الكفيل كالعبد وتعمل بثمن بخس وتعمل بما يقول ، بالطبع المهاجر قد يكون وافق على الثمن البخس قبل السفر ، ولكن المعاملة السيئة لم يراها من قبل ، وعلى المهاجر أن يقبل بما يرى أو يترك البلد.

2 _ أو تدفع له مقابل أن يتركك تعمل بحريتك وفي المقابل تطاردك الشرطة في البلد الذي تقيم فيه لأنك مخالف لقانون البلد المشئوم.

3 _ أو تغادر إلى بلدك التى بالطبع لم تعمل على أن تؤمن لك الإحترام الكامل في البلد التى هاجرت إليه ، والنقطة الأهم عليك أن لا تفكر في سفارة بلدك لأنها عبارة عن مبنى روتيني لن يفيدك في شئ إلا أن يلقي اللوم عليك.

اذا استطعت البقاء كامهاجر

1 _ من يفكر في الهجرة الى الدول العربية عليه أن يعلم أن لا يعامل مثل الدول الأوروبية التى تعتمد على الكفاءة ، ولكن سيعامل كا آلة فقط ، والمقابل المادي الذي يحصل عليه المهاجر تتم مقارنته بدخل المهاجر في بلده ، وما يعطى للمهاجر سيكون تقريباً ضعف ما يأخذه في بلده أو أكثر قليلاً.

3 _ المهاجر في الدول العربية يبقى مهاجراً واللاجئ يبقى لاجئاً حتى وإن كتب الله للمهاجر أو اللاجئ أن يعيش من العمر ألف عام ، سيبقى المهاجر يجدد إقامة وتصريح العمل ، وسيبقى اللاجئ يجدد إقامة اللجوء.

أما اذا بعد سنوات كثيرة فكرت في التقدم لجنسية دولة عربية هاجرت إليها غير جنسية بلدك سيكون أمامك خطوات وعوائق مستحيلة ، واذا تخطيتها وتم منحك جنسية البلد ، ستبقى ينظر لك وتنادي عليك البلد حكومة وشعباً بجنسيتك الأصلية ، ولن يعترف بك إلا على الورق.

خاتمة

ماذكرته بعض من مأسي الهجرة إلى الدول العربية ، وما خفي كان أعظم ، وما تحدثت به من كلمات حديث غيرى مفترى ، ولو أحببت الزيادة لذكرت مأسي كبرى ، ولكن اكتفيت بالتوضيح فقط.

أحمد المسلماني

مؤسس مجتمع الهجرة معنا، رحال فى بلاد الله، أعشق السفر و الترحال، فـ لطالما تمنيت أن أبقى مسافراً في الدنيا بين أرجائها، تائهاً بين سهولها و وديانها و أنهارها، متخذاً من الطبيعة رداءً بعيداً عن ثرثرة البشر و ضوضاء الحياة .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. والله إنك صدقت, فعلا معاناه, ولو بيدي إني أنصح كل شخص يريد الهجرة لدولة عربية بأني أمنعه وأعرفه المعاناه الي عايشين فيها كان سويتها.

    معاناه … بكل معنى الكلمه.

    1. للأسف الهجرة الى الدول العربية غير مجدية، بالإضافة إلى ضعف الأجور وأشياء أخرى كثيرة الخوض فيها لا يفيد … مرحباً بك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى