قلب الريف الفرنسي قرية دينان Dinan
في ليلة هادئة ومع تغريدة فرنسية رقيقة وجهني شوقي للملامح الفرنسية النقية الصادقة ، واستحضرت ذكرياتي مع رحلتي الأخيرة إلى فرنسا وتذكرت صديقتي الفرنسية التى تعرفت عليها هناك ، فأمسكت هاتفي سريعا وقررت محادثتها.
والتى سرعان ماتذكرتنى قائلة لى أن أهل ريف فرنسا لا ينسون من يزورهم دائما يظلون فى ذاكرتهم وتذكرنا سوياً الأيام الجميلة فى بلدتها دينان التى تمثل أجمل مناطق الريف الفرنسي على الإطلاق وفى منطقة بريتاني وبالتحديد فى منطقة اقليم كوت درمور والتى اتخذت من نهر الرانس وسيلة لتغذيتها بالخضرة والجمال.
كانت أياماً رائعة فلقد ولدت هذه القرية فى أيام الماضي الفرنسية في القرن الثالث عشر وحافظ عليها من سكانها على مر العصور ، والريف الفرنسي بطبعه يتميز بأشكال البيوت المتحضرة التى تسكن الخضرة وتطل على النهر ، مما جعلها تحصل على كل ألوان الراحة الموجودة بالمدينة ممتزجة بالطبيعة الريفية ذات السماء النقية والخضرة المنتشرة من حولك.
دليل السياحة في جزيرة بوركيرول
واستمر حديثي مع صديقتي الفرنسية حتى أننى اندمجت معها ووصلت إلى ذلك السور العظيم الذي يحيط بالقرية سور شهدت كل حجر فيه على التاريخ وحمى قرية دينان على مر العصور تذكرت أثناء ما كنا نتمشي عليه ويحيطنا الأشجار العالية تلاعبنا ، والنسمات العليلة تسعدنا.
ولم ننسي أبداً أثناء حديثنا تذكر الجرى فى وسط الطرقات منطلقين بين المنازل التى تتسم بالأصالة والقدم واستنادنا على المصاطب الحجرية الرمادية اللون وذكرتني صديقتي بأن القرية يعيش بها نسبة تزيد عن ربع سكان المناطق الريفية الفرنسية وذلك بسبب جمالها وكونها مصدر لراحتهم بلإضافة إلى أنهم يحظوا بكل فرص الحياة الرائعة بجوار العمل.
كما حدثتني عن صديقها الذي أخذها معه لتجربة لا يوجد أروع منها فى الصيد بالنهر حيث قالت لي أن معظم سكان القرية تعلقت أرواحهم بالنهر حتى أنهم اعتنقوا مهنة الصيد حباً وعشقاً فأصبحت لهم مهنة بالإضافة إلى كونهم من أمهر المزارعين العالمين.
وتحدثنا سوياً عن القلعة التى تسكن أرض القرية “قلعة دينان” والتى سميت بإسمها لأنها تحكي عراقة المكان وأصالته ، وتذكرنا سوياً اختبأنا من الأمطار تحت الجسر فى اتجاهنا لشارع دينون الشهير الذي تقترب به المحلات التجارية وتبيع أجمل المنتجات الفرنسية الرائعة.
وحدثتها أنا عن الرحلة النهرية التى كنا فيها سوياً، والتى لا أنساها أبداً حينما توجهنا لميناء دينات على نهر الرانس وركبنا أحد القوارب البيضاء واستمتعنا بصوت الطيور التى كانت تحلق فوق النهر وشاهدنا البيوت القديمة على ضفة الميناء ، منطقة التغذية الروحية حقاً.
وقالت لي لا تتعجبي من بقاء أثر دنيان في قلبك فإن ذكرياتها الجميلة هى سر حياتي التى ربطتني بها مدى الحياة وتقول أنها تسترد روحها أثناء سيرها بين الممرات المتعرجة المخصصة للمشاه داخل القرية بعيداً عن ازدحام المدينة.
ورغم أننى كنت اجلس مع صديقتي في المنزل وقت هذه الزيارة إلى أننى اطلعت من قرب على الفنادق الرائعة التى تتطل على نهر السين مثل فندق أو فى دي ليو الرايع بطلته البهية على النهر العظيم ، فندق ارفور الذي يوجد بقلب مدينة دينان وهو من الحجارة الأصيلة و يعود بناءه إلى القرن الثامن عشر وهو يوجد بجوار مسرح القرية ، كما يوجد فندق ريسدانس مف لىي ديجسولين الذي يتزامن ميلاده مع ميلاد القرية كلها ويشهد على تاريخها مع الطبيعة الجذابة ، كما يوجد فندق دومينا لاجري الذي يحيط به الحقول الخضراء ويجاور محطة القطار في دينان وبه مسبحاً دافئاً ذهبت أنا وصديقتي وقضينا وقتاً ممتعاً في السباحة فيه.
كما أنه لايمكنك الذهاب إلى قلب الريف الفرنسي في قلب دنيان دون تذوق الوحبات الفرنسية ، وأغلقت معها الهاتف ، وقررت حجز تذكرة والذهاب اليها مسرعة ، ذاهبة إلى مكان يحمل الجمال بين طرقاته مرة أخرى لأقابل صديقتي واستعيد معها الأيام الجميلة فى قرية دنيان.