التخصصات الجامعية

تخصص الصحة العامة: شروطه ومجالات العمل بعد التخرج

يعتبر تخصص الصحة العامة من أكثر التخصصات أهمية في عصرنا الحالي، حيث يكمن هدفه الرئيسي في تعزيز صحة الأفراد والمجتمع من خلال توظيف المعرفة والتكنولوجيا في الحد من انتشار الأمراض، كما يسعى لإقامة مجتمعات صحية قادرة على التصدي للأوبئة والأمراض المزمنة.

سوف تقرأ في هذا الموضوع عن ...

ما هي الصحة العامة؟ 

  • تسعى الصحة العامة إلى نشر الوعي بين الناس وتعزيز مفاهيم الوقاية.
  • ترتكز مهمة هذا التخصص على تعزيز الصحة العامة عالميًا وحماية الأفراد والمجتمعات من الأخطار الصحية المتعددة، مثل الأوبئة، والتسمم الغذائي، ويتحقق ذلك من خلال تعزيز التوعية بأهمية العناية بالصحة الشخصية، وتبني أساليب حياة صحية.
  • العناية بصحة الفئات ضعيفة المناعة، مثل الأطفال، كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، وذلك يتضمن زيارات منتظمة للطبيب، ممارسة النشاط البدني، وتبني عادات غذائية صحية.
  • بالاستناد إلى الإحصاءات نجد أن هناك نجاح مهني متوقع لتخصص الصحة العامة في الفترة بين 2019 و 2029 بنسبة نمو تتراوح بين 5٪ إلى 32٪.
  • بالإضافة إلى ما سبق يشمل مجال الصحة العامة أيضًا ما يلي: 
    • تنفيذ حملات توعية صحية تهدف إلى نشر الوعي بالقضايا الصحية الهامة، وتعزيز السلوكيات الصحية للأفراد. 
    • وضع استراتيجيات وبرامج للوقاية من الأمراض والإصابات والعمل على تطبيقها؛ للحفاظ على صحة الأفراد والمجتمعات. 
    • تنظيم حملات التلقيح؛ للوقاية من الأمراض المعدية، وتعزيز المناعة الجماعية. 
    • مراقبة وتقييم حالة الصحة العامة، وتحليل البيانات الصحية؛ لفهم اتجاهات الأمراض، وتقييم فعالية السياسات الصحية. 
    • تقديم برامج التثقيف الصحي؛ للمساهمة في إمداد الأفراد بمعلومات تساعدهم في اتخاذ قرارات صحية أفضل. 
    • فهم الاحتياجات الصحية للأسر والمجتمعات في مناطق محددة، بالإضافة إلى تحليل وفحص المشكلات الصحية التي تؤثر على فئات معينة من السكان. 
    • يتم تقديم خدمات الدعم الصحي للأفراد والمجتمعات المحتاجة، بما في ذلك خدمات الاستشارة، والعلاج، والرعاية الصحية. 
    • تطوير حلول فعالة لهذه المشكلات والعمل على القضاء عليها بشكل دائم. 
    • تخطيط وتنفيذ خدمات الرعاية الصحية التي تستهدف الأسر والمجتمعات، وذلك بهدف تحسين جودة الرعاية الصحية، وتحقيق التحسين المستمر في مجال الصحة العامة. 

 تعرف على:

تخصصات الصحة العامة 

يتيح تخصص الصحة العامة للمختصين الاختيار من بين مجموعة متنوعة من التخصصات الفرعية التي تعكس اهتماماتهم ورغباتهم، وهذه هي بعض التخصصات البارزة في قطاع الصحة العامة: 

  • التثقيف الصحي: هذا التخصص يركز على إعداد، وتنفيذ مبادرات توعية، وورش عمل تثقيفية، وبرامج تعليمية؛ وذلك بهدف نشر الوعي والمعرفة حول قضايا الصحة العامة في المجتمع. 
  • الإحصاء الحيوي: يقوم هذا التخصص على جمع وتحليل البيانات من الأبحاث والتجارب السابقة المتعلقة بالصحة العامة، وتفسير هذه البيانات بدقة؛ لضبط السياسات، واتخاذ القرارات الصحية الفعالة. 
  • علم الأوبئة: يركز التخصص على فهم أنماط انتشار الأمراض والوبائيات، ويسعى إلى التدخل السريع للحد من انتشارها، وتحسين الممارسات الصحية من خلال التدابير الوقائية السليمة. 
  • صحة المجتمع: يركز هذا التخصص على إدارة، وتطوير الصحة العامة داخل المجتمعات المتنوعة من خلال الاهتمام بالاحتياجات، والظروف الفريدة. حيث إنه يجمع بين العلوم السريرية والطبية، والعاملين في مجال الصحة؛ للحفاظ على صحة المجتمعات وتحسينها. 
  • السياسة الصحية: يتعلق هذا التخصص بفهم الاستراتيجيات الصحية الحالية، وكيفية تطويرها من أجل تحقيق الأهداف المتعددة، وتحسين الرؤية المستقبلية، كما يساهم في تحديد الأولويات والأدوار المتوقعة لمختلف الجهات المعنية من مختلف الفئات. 
  • الصحة البيئية: يركز هذا التخصص على تحليل، ومعالجة المخاطر والعوامل البيئية التي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان، ويسعى إلى تحسين البيئة، ومنع التلوث؛ لضمان توفير هواء نقي، ومياه شرب نظيفة وصحية. 
  • الممارسة المعملية: تهتم بفحص، وتقدير الأمراض، وتشخيصها مع التركيز على فهم تأثير الأمراض على الحالة الصحية، والتحقق مما إذا كانت هذه الأمراض تؤدي إلى مشكلات صحية مزمنة. ويتم أيضًا قياس وقت انتشار العدوى البكتيرية للعمل على اتخاذ إجراءات وقائية تساعد في القضاء عليها. 
  • صحة الأم والطفل: تهتم الصحة العامة بتنظيم الأسرة ورعاية الأمهات والأجنة، ويتم تعزيز الوعي بين الأمهات من خلال الدورات التثقيفية، وتوفير المعلومات اللازمة حول الصحة الإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة، كما يتم التركيز على أهمية التطعيمات، والفيتامينات للأطفال.
  • التغذية: يقوم مختصو الصحة العامة بتقديم أنظمة غذائية متوازنة لتعزيز الصحة للأفراد، وتقديم استشارات للمرضى حول التغذية السليمة، بالإضافة إلى تصميم علاجات غذائية مخصصة لمعالجة مشاكل معينة، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى توجيه الأشخاص في خسارة الوزن، ويسعون أيضًا لضمان سلامة إمدادات الطعام، ونشر الوعي حول المعلومات الغذائية اللازمة للتعامل، والحفاظ على المنتجات الغذائية.

مستقبل تخصص الصحة العامة 

يعتبر تخصص الصحة العامة تخصصًا حيويًا يساهم في بناء مجتمعات أكثر صحة وازدهارًا. ويعد من أكثر التخصصات أهمية وتميزًا في ظل التحديات الصحية والبيئية التي يواجهها العالم اليوم.

ويهدف التخصص إلى تعزيز صحة الأفراد والمجتمعات من خلال توظيف المعرفة والمهارات العلمية؛ للوقاية من الأمراض ومكافحتها، وتحسين جودة الحياة.

ويتمتع خريجو التخصص بفرص عمل في العديد من المجالات الصحية، بما في ذلك: 

  • الرعاية الصحية: العمل في المستشفيات، والعيادات، والمراكز الصحية. 
  • المنشآت الحكومية: العمل في الوزارات، والهيئات الحكومية المسؤولة عن الصحة العامة. 
  • الشركات الخاصة: العمل في شركات الأدوية، والأجهزة الطبية، والغذائية. 
  • الجمعيات الخيرية: العمل في منظمات غير ربحية تهتم بصحة المجتمع. 

تعرف على:

وظائف تخصص الصحة العامة 

  • عالم الأوبئة: يعمل على دراسة الأمراض المعدية، وتطوير طرق الوقاية والعلاج منها. 
  • مستشار الصحة والسلامة: يقدم المشورة للأفراد، والشركات حول كيفية الحد من المخاطر الصحية. 
  • عامل صحة المجتمع: يعمل على تعزيز الصحة العامة في المجتمع من خلال برامج التوعية والتثقيف. 
  • مدير المستشفى: يشرف على إدارة المستشفى، وتقديم الخدمات الصحية للمرضى. 
  • مدير الرعاية الصحية الحكومية: يشرف على برامج الرعاية الصحية الحكومية. 
  • باحث: يعمل على تطوير الأبحاث العلمية في مجال الصحة العامة. 
  • مرشد صحة عامة: يقدم التوجيه، والدعم للأفراد في مجال الصحة العامة. 
  • ممارس صحة البيئة: يعمل على حماية البيئة من الملوثات التي تؤثر على الصحة العامة. 
  • ممرضة صحة عامة: تعمل على تقديم الرعاية الصحية للأفراد والمجتمعات. 

مجالات التوظيف في مجال الصحة العامة 

  • المستشفيات الحكومية والأهلية. 
  • وزارة الصحة وقطاعاتها. 
  • الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في المجال الأكاديمي. 
  • وزارة الزراعة. 
  • وزارة البلديات والقرويات. 
  • القطاعات الصناعية، مثل أرامكو، وسابك. 
  • المنظمات الدولية والعالمية، مثل منظمة الصحة العالمية ومكاتبها الإقليمية، منظمة الأمم المتحدة، واليونيسيف. 
  • المعاهد البحثية والمرافق البحثية. 

المواد الدراسية في التخصص

تهتم المؤسسات التعليمية في مجال الصحة العامة بتدريس المواد التي تعتني بفهم وتعزيز صحة الأفراد والمجتمعات، وزيادة الوعي بها، وعلى الرغم من اختلاف البرامج الدراسية إلا أن هناك موادًا أساسية يجب دراستها في مجال الصحة العامة، وتتضمن هذه المواد ما يلي: 

  • بحوث اجتماعية: لفهم التفاعلات الاجتماعية، والسلوكيات المؤثرة على الصحة العامة. 
  • سياسة الصحة العامة: لدراسة الاستراتيجيات، والسياسات التي تؤثر على تقديم الخدمات الصحية، وإدارتها. 
  • علم الأوبئة: لفهم نماذج انتشار الأمراض، وكيفية التدخل؛ للسيطرة عليها. 
  • خدمات صحية: تعرض كيفية تنظيم، وتقديم الرعاية الصحية للأفراد، والمجتمعات. 
  • اقتصاديات الصحة: لفهم الجوانب الاقتصادية المرتبطة بتوفير الخدمات الصحية، وتحليل تكاليفها. 
  • إدارة الصحة: تدخل في مجال إدارة المستشفيات، والمنظمات الصحية، وتحسين جودة الرعاية الصحية. 
  • الصحة والصراع: تسلط الضوء على كيفية التعامل مع التحديات الصحية في بيئات متعارضة. 
  • إحصائيات: توفير الأسس الأساسية لتحليل البيانات، والتقارير الصحية. 
  • الصحة العالمية: تبحث في القضايا الصحية على الصعيد المحلي، والدولي. 

وتشكل هذه المواد أساس هام لتعليم الصحة العامة، وتساهم في تأهيل الخبراء لتحسين الصحة، والوقاية من الأمراض على مستوى الفرد والمجتمع. 

 تعرف على:

أهداف برنامج الصحة العامة 

  • تعزيز الصحة العامة في المجتمع، وبناء مجتمعات أكثر صحة وازدهارًا. 
  • تدريب كوادر متميزة ومتخصصة تستعد لتقديم أفضل الخدمات في مجال الرعاية الصحية، وتعزيز الصحة العامة. 
  • يتم تشجيع الطلاب في مجال الصحة العامة على المشاركة الفعالة في أبحاث علمية مبتكرة، ومشاركة المعرفة التي اكتسبوها في المؤتمرات واللقاءات الأكاديمية على الصعيد الوطني والعالمي؛ وذلك بهدف تعزيز مفهوم الصحة العامة. 
  • جذب موظفين مؤهلين بشكل كبير؛ لتأهيل الكوادر وخدمة المجتمع بأعلى مستويات الجودة. 
  • تحديث وتطوير بنية المرافق، والموارد التعليمية والتدريسية بشكل دوري ومتواصل؛ لتحسين تجربة التعلم في مجالات الصحة العامة. 
  • تشجيع إنشاء أجيال جديدة ملتزمة بنشر الوعي وتعزيز الصحة العامة في مجتمعنا، وخارجه. 
  • تطوير مناهج تعليمية مبتكرة ومتقدمة تعزز فهم أهمية دمج العوامل الاجتماعية، والثقافية، والمحددات في ممارسة الصحة العامة وتطبيقها بفعالية 

دراسة تخصص الصحة العامة في السعودية 

تمر المملكة العربية السعودية حاليًا بفترة تحولات جذرية في منظوماتها الاجتماعية، والاقتصادية، وهذا أدى إلى تغيرات ملموسة في تكوين سكانها وبنيتهم الاجتماعية. كما شهدت المملكة نموًا سريعًا في متوسط العمر المتوقع، ومعدلات الولادة، ومع ذلك ظهرت تحديات جديدة في مجال الصحة العامة.

حيث ظهرت مشكلات صحية وراثية، وأمراض معدية في مناطق معينة من المملكة، بما في ذلك الملاريا، وحمى الضنك، وازدادت حالات العدوى الحادة والمزمنة لبعض الحالات، مثل حمى الوادي المتصدع، وأشكال مقاومة من مرض السل. وإلى جانب ذلك زادت حالات بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحوادث السير، وأنواع مختلفة من السرطان؛ نتيجة لأنماط حياة غير صحية.

وتواجه المملكة تحديات جديدة تتعلق بزيادة الطلب على الرعاية الصحية لفئات معينة في المجتمع، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة، والمسنين.

بالإضافة إلى الحجاج الذين يزورون الأماكن المقدسة، ولمواجهة هذه التحديات يجب إجراء إصلاحات في النظام الصحي، وتحديث قوانين وسياسات الصحة العامة.

كما يجب أن تكون هناك خطط، وبرامج تعليمية تسمح للخبراء في مجال الصحة العامة بالتخطيط، واتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل نظامي وفعال.

ويتطلب تعزيز نظام الصحة العامة الوطني أيضًا تعزيز التعليم، والتدريب في هذا المجال، مع ضرورة التعاون مع الجامعات، ووزارات الصحة لإنشاء مدارس، ومعاهد للصحة العامة على مستوى البكالوريوس، والدراسات العليا، وتشجيع برامج التدريب مع وجود خطة واضحة لتطوير تعليم وممارسة الصحة العامة، واتخاذ القرارات المستندة إلى البحث في مجال الصحة العامة والمجتمعية.

ولهذه الأسباب السابقة تم تطوير برنامج بكالوريوس الصحة العامة في عدد من الجامعات السعودية وفقًا للإطار الوطني لمؤهلات التعليم العالي الصادر عن الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي.

وبالاعتماد على المعايير السعودية للتخصصات الصحية، وتم قياسه ومقارنته مع المؤسسات المعترف بها من قبل CEPH، بالإضافة إلى مقارنته مع مؤسسات أخرى خارج الولايات المتحدة، وتشمل البرامج مقررات على مستوى العلوم الأساسية.

بالإضافة إلى مقررات دراسية متنوعة تغطي مختلف مجالات تخصص الصحة العامة. وتتميز هذه البرامج بالتركيز على تطوير، وتعزيز الخبرات العملية، والمهنية للطلاب في مجال الصحة العامة.

فاطمة البريكي

فاطمة البريكي، حاصلة على ماجستير في العلوم البيولوجية والعلوم الطبية. أشعر بشغف تجاه الكتابة في المجالات العلمية المتنوعة، وأستمتع بكتابة المقالات والمواد العلمية. بالإضافة إلى ذلك، أهوى الكتابة حول مواضيع السفر، وأسعى جاهدة لمشاركة تجاربي واكتشافاتي من خلال الكتابة حول رحلاتي والأماكن الجديدة التي أزورها والثقافات المختلفة التي تعرفت عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى