أستراليااللجوء إلى أستراليا

اللجوء الى استراليا عن طريق البحر – الكابوس الأعظم

كثير من الأشخاص يفكرون في الهجرة ولكن لكل شخص الطريقة التى يتبعها مهما كانت خطورتها ومهما كانت العواقب ، وبداية العواقب تبدأ مع الذين يفكرون في الهجرة الى استراليا عن طريق البحر فيقابلهم كابوس لم يكن ليحلموا أنهم سيقابلونه.

سوف تقرأ في هذا الموضوع عن ...

لماذا كان اللجوء الى استراليا عن طريق البحر

بالطبع الحكومة الأسترالية تعرف الإجابة على هذا السؤال جيداً ، ولكنني سأجيب بدلاً عنها وسأتركها في صمتها ونومها العميق.

أولاً لا أحب أن ألقي الإتهامات على جهة واحدة كما يفعل دائماً وأتهم المهاجرين بأنهم هم السبب في المشكلات بسبب سلوكهم هذا الطريق لأن المهاجرين مادفعهم إلى هذا الطريق هو الحاجة الماسة للنجاة والرغبة في الحياه حتى وإن كان السبيل إلى هذا هو الهرب من الموت إلى الموت في البحر.

وبالعودة إلى سياسة استراليا التى لا تسمن ولا تغني من جوع في التعامل مع المهاجرين نجد أن أستراليا إحدى الدول التى دفعت المهاجرين إلى سلوك هذا الطريق بسبب الغباء المطلق في التعامل مع ملفات اللجوء الى استراليا من خلال سفارتها حول العالم ، الأمر الذي يدفع الناس إلى سلوك طريق البحر ولكن إلى أين.

ماذا تفعل أستراليا مع اللاجئين الواصلين من البحر

بدلاً من أن تفكر أستراليا في إيجاد حل لمشكلة المهاجرين الراغبين في اللجوء إليها ، بحثت عن حل أفضل يناسبها وأسمته “الحلول الخلاقة” كما جاء على لسان رئيس وزرائها توني أبوت ، وذلك بأن توجهت أستراليا لبابوا غينيا الجديدة واستغلت الفقر في الدولة وضخت ما يقارب من النصف مليار دولار مقابل  أن تستضيف بابوا غينيا المهاجرين في مخيمات السجون أفضل منها ، وقد تصل مدة الإحتجاز في هذه المخيمات ما يقارب العامين.

الحل في أزمة اللجوء في أستراليا من وجهة نظري

من وجهة نظري الشخصية التى تعنيني وحدي أري أنه بدلاً من أن تدفع أستراليا هذه الأموال إلى حكومة بابوا غينيا أرى أن تفكر في حل أفضل مثل أن تفكر في استقبال اللاجئين بطرق شرعية على أرضها الشاسعة الواسعة من خلال زيادة الأعداد التى تستقبلها على أرضها في المناطق التى لا تشهد كثافة سكانية من خلال العمل على ادماجهم في المجتمع وتوطينهم في هذه الأماكن والعمل معهم على بناء مجتمع جديد في هذه الأماكن لأنني أظن أنه لن يفكر شخص يسكن في ملبورن مثلاً على ترك ملبورن من أجل الذهاب للتعمير في هذا المكان رغم إمكانيات أستراليا الهائلة.

لماذا أهاجم أستراليا 

في الحقيقة أنا لا أهاجم استراليا ولكن أدعوها لتحمل مسؤليتها تجاه المهاجرين وأن تعمل على الوفاء بعودها التى وقعت عليها من خلال ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على حماية المهاجرين وتوفير الدعم الكامل لهم.

أما من يظن أنني أهاجم أستراليا ممن يقرأ هذا المقال ويقول حق أستراليا في حماية حدودها والتعامل بالطريقة التى تريد مع من يصل حدودها بطريقة غير شرعية فهذا رأيه ، ولكني أريد أن اقول له أن هذا الواقع مفروض على أستراليا والدولة ملزمة بمواثيق دولية ، وإن كانت استراليا ترى أن الحل هو إعادة المهاجرين في القوارب التى وصلوا بها فلتخرس استراليا ولا تصدعنا بحقوق الإنسان التى تنادي بها حسب أهوائها ومصالحها.

هل الهجرة غير الشرعية هى الحل

بالطبع لا وأنا رافض تماماً للهجرة غير الشرعية بهذه الطريقة ورافض فكرة اللجوء الى استراليا عن طريق البحر لأنني أولاً لا أرغب في رؤية المذيد من الأرواح تزهق غرقاً في البحر ، وهذا مادفعني للحديث اليوم من أجل البحث عن  طريق آخر للهجرة يحافظ على حياة الأشخاص ويحترم حقوق الإنسان التى تنتهك بشكل دائم في بابوا غينيا الجديدة.

أحمد المسلماني

مؤسس مجتمع الهجرة معنا، رحال فى بلاد الله، أعشق السفر و الترحال، فـ لطالما تمنيت أن أبقى مسافراً في الدنيا بين أرجائها، تائهاً بين سهولها و وديانها و أنهارها، متخذاً من الطبيعة رداءً بعيداً عن ثرثرة البشر و ضوضاء الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى