تمثال أبو الهول من أهم المعالم السياحية بالجيزة

بعيون شديدة الملاحظة و ترقب شديد يقف رمز القوة ناظراً إلى مصر متاملاً حارساً معالمها لا تغفل عينه طرفة خوفا عليها ، يحبها  وقلبه متعلق بجوها ويعشقها و يعتبر رمالها سر حياته، يقف ابو الهول بشكل مختلف عن من حوله من البشر مستمداً من الأسود أجسامها و من الفراعنة عقلهم  و من البشر رأسهم ، بطلة اسطورية غيرت التاريخ منذ ان تم إنشائه على هضبة الجيزة من الضفة الغربية للنيل في مصر العظيمة.

 

يظهر تمثال أبو الهول برأس الأنسان وجسم الأسد تعبيراً عن الجمع بين  العقل والقوة ممتداً بطول تمثال أبو الهول إلى نحو ثلاث وسبعون متراً بينما تمتد قدميه للأمام من جسمه بطول خمسة عشر متراً ، و يصل عرضه الى تسعة عشر متراً ، ويرتفع عن سطح الأرض حوالى عشرون متراً ويقال أنه تم بناءه فى عهد الملك خفرع بالتزامن مع بناء الهرم الثانى ، أن تمثال أبو الهول ليس فقط مجرد حجر على شكل انسان أو أسد فى مكانه بل هو كيان يعبر عن فكر وقوة صانعيه الذين فكروا فى بناءه ونحته من الحجر الكلسي . وقد قيل أن أنه تم تغطيته بالجص الملون حتى أن آثار الألوان تظهر بجوار أذنيه حتى الآن .

وقصة أبو الهول غريبة ليست فقط فى النحت والبناء بل فى تعود الى الكثير والكثير من النطق اللغوى واختلافه على مر العصور السابقة ، بداية من أصل تسميته قديما عند الفراعنة بوحول حيث كانوا يطلقون على تلك الخحفرة التى بنى عليها أبو الهول برحول بمعنى بيت حول ، ومع بزوخ عصر الدولة الحديثة ومع اتجاه الكنعانيين الى منطقة الجيزة و آلههم حور وربطوا بينه وبين اله عندهم يسمى هورون وسموا التمثال حورونا ، وبو حورونا معناها مكان حورونا والتى حرفت فيما بعد ، ومع قدوم الحملة الفرنسية وجدوا تمثال أبو الهول مغطى بالرمال ومع  التنقيب وازالتها عنه سنة 1905 م وجدوا تمثالا ضخماً وأزالوا الرمال من فوقه تماما ، ومن يومها ظهر واتضح وأصبح يلفت أنظار العالم كله اليه والى ماهية تواجده فى المنطقة على هذا الشكل .

وقد كان لتمثال أبو الهول أنفاً تميزه طويلة يصل طولها الى واحد متراً ولكن كثرت الشائعات حول سبب فقدانه لها ، فالبعض يقول أنها فقدت بسبب لأحد مدافع نابليون وآخرون يرجعون السبب إلى البريطانيون وقالوا هم سبب تدمير أنفه ولكن اظهرت البحوث كلها أن أنف أبو الهول كانت أضعف جزءا فيه ولذا فقدها .

وقد كان هناك ما يعرف بلوحة الحلم التى وجدت بجوار تمثال أبو الهول عندما أزيلت الرمال من حوله أن الفرعون تحتمس الرابع جاءه منام أنه اذا ازال الرمال الكثيرة من حوله فى أحد العصور سيصبح ملكاً للبلاد وبالفعل ازالها واصبح ملك لعرش مصر فى عام 1401ف.م

 

و أخيراً أن أبو الهول لم يظل فى مكانه صامتاً كم يظن البعض ، بل أنه همس الى الكثير من الفنانين المبدعين قديماً وحديثاً لصنع تماثيل مشابهه له حتى تتجدد ذكراه ويزدادالعدد من أمثاله حراس مصر ، ويكون جيشاً يشبهه لحراسة مصر كلها ، فكان المصريون القدماء يصنعون أمثاله من التماثيل فى بقاع مختلفة من مصر ، فقد وضعت فى الطريق بين معبد الكرنك و معبد الأقصر  تماثيل تشبه أبو الهول وكأنهم يحرصون المعبد ، ويسمى الطريق بطريق الكباش  ، كما ظهر تمثال لحتشبسوت فى الفيوم على نفس شكل تمثال أبو الهول يحمل رأسها وجسد أسد.

وقد وضع أبو الهول بجوار أهرامات الجيزة فى منطقة تضج بزحام التاريخ الفرعونى بمصر شاهدأ على الزائرين من مختلف أجناس العالم وهم يطمحون لرؤيته ورؤيتة الأهرامات متراصة من حوله  ورغبة منهم فى معرفة السر وراء البقاء والأستمرار والشموخ المصرى الذى يظهر فى المنطقة ، و لا يمكن لأحد أن ينكر أن تمثال أبو الهول هو قائد لفكرة نحت التماثيل فى العالم كله حتى أن بعض الأوروبين والرومانين أستمدوا أفكاراً جديداً من تمثال أبو الهول فى نحتهم وتنوع تماثيلهم التى نحتوها فيما بعد ، ومن هنا فان تمثال أبو الهول ليس فقط قائد حراس مصر بل قائد لفكرة نحت التماثيل فى  العالم بأجمعه .