السياحة فى سويسراسويسرا

حديقة الجليد ونصب الأسد ومتاهة المرايا

حديقة الجليد ونصب الأسد ومتاهة المرايا

سأكتب لكم اليوم عن ثلاث لوحات زيتية مرسومة على صخور يغطيها الجليد متراصة بجوار بعضها البعض في مدينة لوزيرن السويسرية ، ثلاث من المجوهرات يتهافت الزوار لرؤيتهم والإستمتاع والتعلم واستمداد روح الجمال منهم ، ثلاث من القوارير السويسرية أرتبطوا في تقديم عرض واحد لزوار سويسرا في أجمل ما يمكن تصويره أو تجسيده بين الأماكن ، أماكن نطقت زوارها كلمات العشق ، مناظر غزلت تنوع بين المشاعر بين الحزن والأسى والفرح والأمل ، حاولوا أن تدخلوا معي المقالة بأذهان صافية لتتخيلو الجمال الصادق في تعبيره عن ما يشعر به وتفهمونه سريعاً.

عندما تتجول في لوزبرن الفرنسية تجد المنطقة التى سنتكلم عنها تحتل قلب لوزيرن ، وحقيقة هى القلب بما تحمله من تتويج لأحداث رقيقة المشاعر حدثت من قبل واليكم عرض اللوحات كما شاهدتها وتأملت فيها

اللوحة الأولى : نصب الأسد

نصب الأسد لوزيرن
نصب الأسد يطل على بحيرة الماء فى لوزيرن السويسرية

في الصباح الباكر عندما أشرقت الأرض بنورها ، ظهر أسد جريح يخترق السهم جسده سائلاً بين دمائه , وقابلته بقيه الأسود ولكنه لاقى حتفه بعد أن تعرض هو وزملائه الذين سافروا لحماية ملوك فرنسا ولكن تجرحوا وفقدوا أرواحهم بسبب الثورة الفرنسية ، وظل هذا الأسد حاملاً رايتهم حتى وصل إلى موطنه ليموت فيها ، للوهلة الأولى تتخيل أن ذلك هو ماحدث بالفعل عندما ترى ملامح الأسد الجريح وتحاول أن تتفهم مدى المعاناة التى عاشها هذا البطل ، وكيف يظهر الأسد ملك الغابة وهو يشعر بكل هذا الألم فكالما تعودنا عليه ثائراً مهاجماً قوياً ، تسأل نفسك ماأصابه ليصل إلى هذه الحالة التى عليها ، كل ذلك يدور في مخيلتك وتكتشف فجأة أن هذا الأسد الشجاع رضي بأن يظهر منحوتاً بهذا الشكل بين الجبال الجليدية وصمد صموداً أبدياً كل هذا من أجل تعبيره للعالم أجمع عن ماحدث أثناء الثورة الفرنسية  ، ويبدو أن  هذا هو التعبير الملائم للجنود السويسريين الذين ضحوا بأنفسهم وقدموا التضحية على الحياة ، وجاهدوا بشرف  ابان الثورة الفرنسية دفاعاً عن العائلة المالكة الفرنسية سنة 1792 ميلادية . فتم نحته فى عام 1801 م حتى عام 1802 تخليداً لذكراهم وتعبيرا عن ما مروا به من أذى أخترق أرواحهم وأجسادهم.

إن ملامح الحزن و الأسى المنحوتة على وجه نصب الأسد بسويسرا ليس فقط تخليداً لشجاعة  هؤلاء الجنود السويسرين فقط بل هى أيضاً تجسيد لمعاناة شعوب أراضى الثورات في العالم ، تلك الأراضي التى تفقد روح السعادة بشرف مع كل نزف تنزفه تلك الأراضي ،يرغب الزوار دائما في زيارة هذا المكان احياءً لذكرى الموت بشرف.

جولة من السحر بين معالم سويسرا السياحية

يمكنهم التقاط الصور التذكارية بالقرب من الأسد الذي يستند على صخرة من أعلى بحيرة من المياه صغيرة أمامه ، المنظر كله رائع ويوحي بالتضحية والشرف والكفاح.

اللوحة الثانية : حديقة جلاسير

يتوسط هذا النصب التذكاري للأسد حديقة الجليد حديقة جلاسير ، اللون الأبيض الجليدي يملئ المكان بعظمته ورقته ويتعالى عليه روح الزهور بألوانها تتخلل هذه الحديقة عدد من الأخوار الجليدية تحمل معها نسمات من العصري الجليدى منذ أقرب من عشرون ألف  عام ، وتستضيف الحديقة مستحدثات لحيوان بلح البحر والتى تتجاور مع أوراق النخيل ترجع إلى العصور الأولى ، ويتجمل العرض التاريخى بعروض مزودة بالتفاعلية والتى تستخدم أحدث التقنيات في عرضها.

كما يحيط بك مشهد من مشاهد العظمة والجمال ، منظر تعجز الكلمات عن وصفه فى تجمع يعلوه القوة والهيمنة لنقش رسم للتعبير عن أشكال أقدم سلاسل الجبال على مستوى العالم واللاتي يتواجدن في وسط روسيا.

حديقة جلاسير
حديقة جلاسير الرائعة بلوزيرن

اللوحة الثالثة : متاهة المرايا

متاهة المرايا
متاهة المرايا فى لوزيرن

كما تتجمل الحديقة بمتاهة تعرف بمتاهة المرايا ، تسعون من المرايا يتراصون حول مجموعة من الحفر الجليدية ، تشعر أنك في بلور زجاجى والعالم كله من حولك يشاهدك وأنت داخل البلورة الزجاجية الجليدية ، تتوسط هذه المرايا نافورة بمنظر ولا أروع ، يمكنك التقاط صورة تذكارية رائعة تذكرك بالمكان ولاتنساها أبداً ، وتأمل تلك النافورة بأشكال الحيونات القديمة عليها تتطفي اليها نوعا من العظمة والجمال.

حقيقة ثلاث من أروع ما رسم على الأرض بيد أعظم الفنانين ، وللحقيقة هذه الإبداعات الثلاث تستحق الشهرة التى حصلن عليها بل واكثر من ذلك ، ومن وجهة نظري تعتبر اهذه الأشياء من أجمل الرسمات على أرض مدينة لوزيرن السويسرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى