المانياالهجرة إلى المانيا

تأثير المهاجرين على الإقتصاد الألماني

تنقسم آراء المتابعين للشأن الألماني وتحديداً في قضايا الهجرة إلى قسمين حول مؤيد لتواجد المهاجرين على أرض المانيا وبين المعارضين لهذا التواجد ، خصوصاً من ناحية تأثير المهاجرين على الإقتصاد الألماني سواء بالسلب أو بالإيجاب فهناك من يرى أن تدفق المهاجرين لأرض المانيا يؤثر سلبياً على اقتصاد المانيا ، وهناك من يرى عكس ذلك ، وأنا في السطور القادمة سأطرق لهذا التأثير شكل موضوعي وسأستند إلى بعض الأدلة التى تثبت صحة ما أقول.

تأثير المهاجرين على الإقتصاد الألماني “مالهم وما عليهم” 

قد أكون تطرقت للتأثير السلبي فى عدة مقالات ولكن سأرسردها بشكل سريع اليوم ، وسأبدأ بالتأثير السلبي ومن بعده التأثير الإيجابي للمهاجرين على على الإقتصاد الألماني.

التأثير السلبي للمهاجرين على الإقتصاد الألماني

حقيقية التأثير السلبي للمهاجرين على اقتصاد المانيا أراه يتمحور في سبب واحد وهو “الإتكال” بمعنى أدق وأوضح هو اتكال المهاجرين على المساعدات التى تقدمها المانيا للمهاجرين خصوصاً المهاجرين الذن يصلون المانيا بغرض اللجوء وعدم العمل والإندماج في المجتمع وغيرها من الأشياء ، ومن ثم الإكتفاء بالمساعدات والبقاء على ذلك لفترات طويلة.

بالطبع هذا التأثير لابد أن يكون سلبياً ولابد أن يضر بالإقتصاد الألماني نتيجة الإنفاق الكبير على هؤلاء المهاجرين.

ولكن هذا التأثير السلبي يصبح تلقائياً تأثير إيجابي اذا تخلى المهاجرين على أفكار الإتكال والعمل على البدأ في بناء حياه جديدة في المانيا ، وأنا تحدثت عن التأثير السلبي للمهاجرين على أوروبا بشكل عام والمانيا بشكل خاص ، من خلال هذا المقال اللجوء الى اوروبا لم يعد الفردوس المنشود ولكن لمن .

التأثير الإيجابي للمهاجرين على الإقتصاد الألماني

حقيقة اذا تخلي المهاجرين الى المانيا عن الفكرة الوحيدة السلبية التى ذكرتها فسيكون التأثير الإيجابي للمهاجرين كبير جداً في شتى سبل الحياة في المانيا وليس على مستوى الإقتصاد ، وهذا التأثير أوضحه في السطور التالية :

تواجد المهاجرين وخصوصاً العرب سيفيد المانيا بشكل كبير وتحديداً في التعداد السكاني المتقوقع الذي يعاني رجفات عديد وعدم استقرار مع امكانية الإنهيار في السنوات الـ 20 القادمة نتيجة ضعف الإرتباط الأسري في المجتمع الألماني الذي غالباً لا يهتم بالزواج والإرتباط بشكل كبير ،  أيضاً يعود الضعف السكاني إلى معدل الخصوبة ضعيف جداً في المانيا بل يعتبر من أقل معدلات الخصوبة عالمياً ، عكس المجتمع العربي الذي يبحث عن الزواج ويبحث عن الإنجاب وبشكل كبير ، وهذا سيفيد من حيث زيادة أعداد المواليد ويعمل على ازدياد التعداد السكاني الذي يتوقع له الإنكماش في السنوات القادمة.

في العديد من الإحصائيات الصادرة عن عدة مؤسسات المانية وعالمية أنه منذ العام 1990 حتى العام 2015 تم اغلاق ما يزيد عن 1000 مدرسة بسبب نقص الأطفال ، ومنذ هذا الحين لم تفلح الحكومات الألمانية المتواترة في اقناع الشعب في العمل على الإنجاب والإرتباط بشكل أكبر وأوسع ، رغم  العديد من الإغراءات التى طرحتها هذه الحكومات على المواطنين الألمان.

بالطبع قلة المواليد سيقابلها ارتفاع في زيادة عدد المسنين الذين بدورهم سيتقاعدون عن العمل وهذا سيترك فراغاً كبيراً في سوق العمل في المانيا بسبب نقص المهارات والكفاءات من الشباب.

وحقيقة هذا النقص هو موجود فعلياً في اليد العاملة خصوصاً اليد العاملة الماهرة في المانيا ، كما يظهر جلياً في العديد من المجالات الطبية التى تعاني نقصاً في المانيا بسبب هجرة الأطباء إلى دول أوروبية أخرى مثل النرويج بسبب ارتفاع الأجور هناك ، وأيضاً بسبب وجود عدد كافي من الأطباء في العديد من المجالات.

بالطبع نقاط تأثير المهاجرين على الإقتصاد الألماني كثيرة ذكرت أهمها فقط ، وحديثي في هذا المقال هو لحث اللاجئين العرب تحديداً على العمل واستغلال الفرص والإندماج في هذا المجتمع وفي هذه الحالة لن يجد اللاجئين أي معارضة لوجودهم طالما يساعدون في بناء الإقتصاد والمجتمع الألماني.

والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل صرحت سابقاً أن من يصل المانيا لا يحتاج إلى أن يكون لاجئاً وبدلاً عن ذلك يمكنه العمل.

دعوة المستشارة الألمانية لها مغازي كثيرة منها تقليل الضغط والإنفاق على الإقتصاد ، والعمل على الإستفادة من مهارات وقدرات هؤلاء المهاجرين ودمجهم في المجتمع ، وأيضاً بعد العمل سيكون المهاجر دافعاً للضرائب التى تعتبر أحد الركائز الأساسية للإقتصاد الألماني.

النقطة الأخيرة التى تثبت صحة ما أقول وتثبت أن المانيا مازالت في حاجة للمهاجرين رغم الأعداد الكبيرة التى وصلتها منذ بدأ العام 2015 هو التسهيلات الكثيرة التى صدرت مؤخراً على قوانين منح الإقامة في المانيا ، وأظن أن المانيا في السنين القادمة ستعمل على استقبال الكثير من المهاجرين حتى تكتفي ، ولكن من سيكون له فرص في المجتمع الألماني هو الشخص الفاعل الذي يستحق هذه الفرصة ويعمل على استغلالها الإستغلال الصحيح.

 

أحمد المسلماني

مؤسس مجتمع الهجرة معنا، رحال فى بلاد الله، أعشق السفر و الترحال، فـ لطالما تمنيت أن أبقى مسافراً في الدنيا بين أرجائها، تائهاً بين سهولها و وديانها و أنهارها، متخذاً من الطبيعة رداءً بعيداً عن ثرثرة البشر و ضوضاء الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى